تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٤
[ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شئ عليما (32)] الصغائر والكبائر عن صاحبها.
وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أكبر الكبائر سبع، الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي حرم الله، وأكل أموال اليتامى، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وإنكار ما أنزل الله: فأما الشرك بالله (عز وجل) العظيم، فقد بلغكم ما أنزل الله فينا، وما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فردوا على الله وعلى رسوله. وأما قتل النفس الحرام فقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه (رحمهم الله). وأما أكل أموال اليتامى، فقد ظلموا فينا وذهبوا به. وأما عقوق الوالدين، فقد قال الله تعالى في كتابه: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " وهو أب لهم فعقوا في ذريته وفي قرابته. وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة الزهراء بنت النبي وزوجة الولي (عليهم السلام) والتحية والاكرام على منابرهم. وأما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) البيعة طائعين غير كارهين، ثم فروا عنه وخذلوه. وأما إنكار ما أنزل إليه فقد أنكروا حقنا وجحدوا به. هذا مالا يتعاجم فيه أحد إن الله تعالى يقول في كتابه: " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " (1).
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض: من الأمور الدنيوية كالجاه

(1) تفسير فرات بن إبراهيم: ص 33 مع تقديم وتأخير وزيادة ونقصان في بعض الكلمات مع المطبوع.
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»
الفهرست