تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٠
بالتقوى فيما يتصل بحقوق أهل منزله وبني جنسه على مادلت عليه الآيات التي بعدها.
وقرئ " وخالق " و " باث " على حذف مبتدأ تقديره: وهو خالق وباث.
وفي كتاب العلل: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن بدء النسل من ذرية آدم (عليه السلام) وقيل: إن عندنا أناسا يقولون: إن الله (تبارك وتعالى) أوحى إلى آدم أن يزوج بناته من بنيه، وإن هذا الخلق أصله كله من الاخوة والأخوات؟ فقال (عليه السلام): سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا، إن الله (عز وجل) جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال، وقد أخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب، والله لقد نبئت أن بعض البهائم تنكرت له أخته، فلما نزى عليها ونزل كشف له عنها وعلم أنها أخته، أخرج غر موله (1) ثم قبض عليه بأسنانه، ثم قلعه، ثم خر ميتا (2).
وفيه: بإسناده إلى الحسن بن مقاتل، عمن سمع زرارة يقول: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن بدء النسل من آدم كيف كان؟ وعن بدء النسل من ذرية آدم، وذكر الحديث، وفيه زيادة وهي قوله: وآخر تنكرت له أمه ففعل هذا بعينه، فكيف الانسان في أنسيته وفضله، غير أن جيلا من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه، فصاروا إلى ما ترون من الضلال والجهل بالعلم كيف كانت الأشياء الماضية من بدء أن خلق الله ما خلق وما هو كائن أبدا، ثم قال: ويح هؤلاء أين هم عما لا يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل العراق، فإن الله (عز وجل) أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل آدم بألفي عام، وان كتب الله كلها فيما

(١) في هامش بعض النسخ ما لفظه (الغرمول بضم المعجمة وسكون الراء - منه) الغرمول الذكر الضخم الرخو، وقد قيل: الذكر مطلقا (لسان العرب: ج ١١ ص ٤٩١ حرف اللام).
(٢) علل الشرائع: ج ١ ص ١٦ علة كيفية بدء النسل ح 1.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست