تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٤٥
[فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون (82) أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون (83)] وفي مجمع البيان: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أأقررتم وأخذتم العهد بذلك على أممكم؟ قالوا: أي قال الأنبياء وأممهم: أقررنا بما أمرتنا بالاقرار به، قال الله:
فاشهدوا بذلك على أممكم وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعلى أممكم (1).
فمن تولى بعد ذلك: بعد الميثاق والتوكيد بالاقرار والشهادة.
فأولئك هم الفاسقون: المتمردون من الكفرة.
أفغير دين الله يبغون: عطف على الجملة المتقدمة، والهمزة متوسطة بينهما، للانكار، أو محذوف، تقديره: أيتولون فغير دين الله يبغون. وتقديم المفعول، لأنه المقصود بالانكار.
والفعل بلفظ الغيبة عند أبي عمرو وعاصم في رواية حفص ويعقوب. وبالتاء عند الباقين على تقدير: وقل لهم.
وفي تفسير علي بن إبراهيم ثم قال (عز وجل) " أفغير دين الله يبغون " قال: أفغير هذا الدين قلت لكم أن تقروا بمحمد ووصيه (صلى الله عليه وآله) (2).
وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها: أي طائعين بالنظر واتباع الحجة، وكارهين بالسيف ومعاينة ما يلجأ إلى الاسلام، كشق الجبل، وإدراك الغرق، والاشراف على الموت، أو مختارين كالملائكة والمؤمنين ومسخرين

(1) مجمع البيان: ج 2 ص 468 في بيان المعنى لقوله تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاق " الآية مع تقديم وتأخير لبعض الكلمات، فلا حظ.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 107.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست