تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٦٧
[ستجدون ء آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطنا مبينا (91)] ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم: قيل: هم أسد وغطفان. وقيل: بنو عبد الدار، أتوا المدينة وأظهروا الاسلام ليأمنوا المسلمين، فلما رجعوا كفروا (1).
وفي مجمع البيان: عن الصادق (عليه السلام) نزلت في عيينة بن حصين الفزاري، أجدبت بلادهم، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووادعه على أن يقيم ببطن نخل ولا يتعرض له: وكان منافقا ملعونا، وهو الذي سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الأحمق المطاع (2).

(١) نقلهما البيضاوي: ج ١ ص ٢٣٥ عند تفسيره لآية ٩١ من سورة النساء.
(٢) في النسخة - أ -: عيينة بن حصين الغزازي وهذا تصحيف والصحيح ما أثبتناه من المصادر، وهو أبو مالك، قالوا: أسلم بعد الفتح، وقيل: قبل الفتح وشهد الفتح مسلما وشهد حنينا والطائف أيضا ثم ارتد وتبع طليحة الأسدي وقاتل معه فاخذ أسيرا وحمل إلى أبي بكر فأسلم وأطلقه أبو بكر، وقد اتفق المؤرخون أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاه من غنائم حنين من سهم المؤلفة قلوبهم مائة بعير، وقوله تعالى: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم " الآية، وعلى ما في تفسير القمي: نزلت في سلمان الفارسي وكان عليه كساء فيه يكون طعامه ودثاره وكان كساؤه من صوف فدخل عيينة بن حصن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلمان عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان، وقد كان عرق، وكان يوم شديد الحر، فعرق في الكساء، فقال يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فاخرج هذا واصرفه من عندك، فإذا نحن خرجنا فادخل من شئت، فأنزل الله " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا " وهو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري (سفينة البحار: ج ٢ ص ٣٠٤ باب العين بعده الياء).
وعن أبي هريرة قال: كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل: بادلني بامرأتك وأبادلك بامرأتي، تنزل لي عن امرأتك فأنزل لك عن امرأتي، فأنزل الله: " ولا أن تبدل بهن من أزواج " قال:
فدخل عيينة بن حصن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده عائشة، فدخل بغير إذن، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فأين الاستئذان؟ قال: ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت، ثم قال: من هذه الحميراء إلى جنبك؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه عائشة أم المؤمنين، قال عيينة: أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق وتنزل عنها؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله (عز وجل) قد حرم ذلك علي، فلما خرج قالت له عائشة: من هذا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: هذا أحمق مطاع، وأنه على ما ترين سيد قومه.
(بحار الأنوار: ج ٢٢ ط بيروت ص 238).
مجمع البيان: ج 3 ص 89 في بيان نزول آية 91 من سورة النساء.
(٥٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»
الفهرست