تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٨
الذي خلقكم من نفس وحدة: هي آدم (عليه السلام).
وخلق منها زوجها: عطف على " خلقكم " أي خلقكم من شخص واحد وخلق منها أمكم حواء من فضل طينتها، أو على محذوف، تقديره من نفس واحدة خلقها وخلق منها زوجها.
في كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى زرارة، في حديث طويل، قال: ثم سئل (عليه السلام) عن خلق حواء، وقيل له: إن أناسا عندنا يقولون: إن الله (عز وجل) خلق حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصى؟ قال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا، إن الله (تبارك وتعالى) لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه، وجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلى الكلام، يقول: إن آدم كان ينكح بعضه بعضا إذا كانت من ضلعه، ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم. ثم قال: إن الله (تبارك وتعالى) لما خلق آدم من طين أمر الملائكة فسجدوا له، والقى عليه السبات، ثم ابتدع له حواء فجعلها في موضع النقرة التي بين وركيه، وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل، فأقبلت تتحرك، فانتبه لتحركها، فلما انتبه نوديت أن تنحي عنه، فلما نظر إليها، نظر إلى خلق حسن يشبه صورته غير أنها أنثى، فكلمها فكلمته بلغته، فقال لها: من أنت؟ فقالت: خلق خلقني الله كما ترى، فقال آدم عند ذلك: يا رب من هذا الخلق الحسن الذي آنسني قربه والنظر إليه؟ فقال الله: يا آدم هذه أمتي حواء أفتحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدثك وتأتمر لأمرك؟ فقال: نعم يا رب، ولك علي بذلك الشكر والحمد ما بقيت، فقال الله (تبارك وتعالى) فاخطبها إلي فإنها أمتي، وقد تصلح لك أيضا زوجة للشهوة، وألقى الله عليه الشهوة، وقد علمه قبل ذلك المعرفة بكل شئ، فقال: يا رب إني أخطبها إليك فما رضاك لذلك؟ فقال: رضائي أن تعلمها معالم ديني، فقال: ذلك لك يا رب علي إن شئت ذلك لي، فقال: قد شئت ذلك وقد زوجتكها فضمها إليك، فقال لها آدم (عليه السلام) إلي فاقبلي، فقالت له: لابل أنت فاقبل إلي، فأمر الله (عز وجل) آدم أن يقوم إليها، فقام، ولولا ذلك لكن النساء يذهبن حتى
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست