تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٨
[ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (8)] طاعة أو معصية إلا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا (1) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
واعلم: أن التفسير بالرأي للمتشابه حرام، ومن فسره برأيه كافر.
يدل عليه ما رواه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بإسناده إلى عبد الرحمن ابن سمرة، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل يقول فيه (عليه السلام):
من فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب (2).
وما رواه في كتاب التوحيد بإسناده إلى الريان بن الصلت، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جل جلاله: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي (3).
ولاخفاء أن المراد تفسير المتشابه وتأويل المحكم بالرأي بغير ما يدل عليه ظاهره.
وبذلك يظهر عدم إيمان أكثر المفسرين ممن يفسرون القرآن برأيهم، ويأولونه على مذاقهم، ممن نقلنا بعض تأويلاتهم في أوائل التفسير، تقدمة لهذا التصريح، وعدم إيمان أهل السنة والجماعة، فإنه لا ريبة لاحد في أنه لا يردون المتشابهات إلى الراسخين الذين هو الأئمة (عليهم السلام) ويفسرون الراسخين أيضا برأيهم، ولا يعنون منه النبي والأئمة (عليهم السلام)، فتبصر.
ربنا لا تزغ قلوبنا: من مقالة الراسخين، وقيل: استئناف.

(1) كمال الدين: ج 1، ص 384، باب 24 ما روي عن النبي في النص على القائم (عليه السلام) قطعة من ح 37.
(2) كمال الدين: ج 1 ص 257، باب 24 ما روي عن النبي في النص على القائم (عليه السلام) قطعة من ح 1.
(3) التوحيد: ص 68 باب 2 التوحيد ونفي التشبيه، قطعة من ح 23.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست