تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٨٨
[رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما (165)] (عليه السلام) إلى الطور، وسأل (تبارك وتعالى) أن يكلمه ويسمعهم كلامه، فكلمه الله (تعالى ذكره) وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام، لان الله تعالى أحدثه في الشجرة، ثم جعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه (1).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): كلم الله موسى تكليما بلا جوارح وأدوات وشفة، ولا لهوات (2) سبحانه وتعالى عن الصفات (3).
وعنه (عليه السلام) في حديث وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات:
وكلام الله تعالى ليس بنحو واحد، منه ما كلم الله به الرسل، ومنه ما قذفه في قلوبهم، ومنه رؤيا يريها الرسل، ومنه وحي وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله، فاكتف بما وصفت لك من كلام الله، فإن كلام الله ليس بنحو واحد، فإن منه ما تبلغ رسل السماء رسل الأرض (4).
رسلا مبشرين ومنذرين: نصب على المدح، أو بإضمار " أرسلنا " أو على الحال ويكون " رسلا " موطئا لما بعده، كقولك: مررت بزيد رجلا صالحا.
لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل: فيقولوا: لولا أرسلت إلينا رسولا فينبهنا ويعلمنا ما لم نعلم، واللام متعلقة ب‍ " أرسلنا " وبقوله: " مبشرين

(١) التوحيد: ص ١٢١ باب ما جاء في الرؤية، ح ٢٤ س ١٣ والحديث عن علي بن محمد بن الجهم.
(٢) في الحديث: يحرك الرجل لسانه في لهواته، هي بالتحريك جمع لهاة كحصاة، وهي سقف الفم، وقيل: هي اللحمة الحمراء المتعلقة في أصل الحنك (مجمع البحرين: ج ١ ص ٣٨٥ لغة لها).
(3) التوحيد: ص 79 باب التوحيد ونفي التشبيه قطعة من ح 34.
(4) التوحيد ص 264 باب الرد على الثنوية والزنادقة س 15.
(٦٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 683 684 685 686 687 688 689 690 691 692 693 ... » »»
الفهرست