تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٩
[وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمسكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا (8) وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعفا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا (9)] نقل أن أوس بن الصامت الأنصاري خلف زوجته أم كحة وثلاث بنات، فزوى ابنا عمه سويد وعرفطة، أو قتادة وعرفجة ميراثه عنهن على سنة الجاهلية، فإنهم ما كانوا يورثون النساء والأطفال، ويقولون: إنما يرث من يحارب ويذب عن الحوزة، فجاءت أم كحة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجد الفضيخ، فشكت إليه، فقال لها: ارجعي حتى أنظر ما يحدث الله، فنزلت، فبعث إليها: لا تفرقا من مال أوس شيئا، فإن الله قد جعل لهن نصيبا (1).
وإذا حضر القسمة أو لوا القربى: ممن لا يرث.
واليتامى والمسكين فارزقوهم منه: فاعطوهم شيئا من المقسوم، تطييبا لقلوبهم وتصدقا عليهم.
والضمير في " منه " لما ترك، أو ما دل عليه القسمة.
وقولوا لهم قولا معروفا: وهو أن تدعوا لهم، وتستقلوا ما تعطونهم، ولا تمنوا عليهم.
في مجمع البيان: أن المروي عن الباقر (عليه السلام): أنها محكمة غير منسوخة (2).

(1) نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 205 عند تفسيره لآية 7 من سورة النساء. وتمامة: (ولم يبين حتى تبين، فنزل " يوصيكم الله " فأعطى أم كحة الثمن والبنات الثلثين والباقي ابني العم).
(2) مجمع البيان: ج 3 ص 11 عند تفسيره لآية 8 من سورة النساء.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست