تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٧
يا سليمان هل يعلم [الله] (1) جميع ما في الجنة والنار؟ قال سليمان: نعم، قال: فإذا فيكون ما علم الله تعالى أنه يكون، من ذلك؟ قال: نعم، قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ ألا كان أيزيدهم أو يطويه عنهم؟ قال سليمان: بل يزيدهم، قال: فأراه في قولك: قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون، قال: جعلت فداك فالمزيد لا غاية له، قال: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية دلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيها، لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون، تعالى الله (عز وجل) عن ذلك علوا كبيرا، قال سليمان: إنما قلت لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا، لان الله (عز وجل) وصفهما بالخلود وكرهنا أن نجعل لها انقطاعا، قال الرضا (عليه السلام): ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم، ثم لا يقطعه عنهم، وكذلك قال الله (عز وجل) في كتابه: " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " وقال لأهل الجنة: " عطاء غير مجذوذ " (2) وقال (عز وجل): " وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة " (3) فهو (جهل وعز) يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة (4).
وفي باب آخر عنه (عليه السلام) بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن قاتل الحسين بن علي (عليه السلام) في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم مع جميع من شايع على قتله كلما نضجت جلودهم بدل الله (عز وجل) عليهم الجلود حتى يذوقوا العذاب الأليم، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب النار (5).

(١) ما بين المعقوفتين ليس في النسخة - أ - وأثبتناه من المصدر لاقتضاء السياق.
(٢) هود: ١٠٨.
(٣) الواقعة: ٣٣.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 184 باب 13 في ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزي متكلم خراسان عند المأمون في التوحيد ح 1 س 8.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 47، باب 31 فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة، ح 178.
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»
الفهرست