تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٤
ويغفر ما دون ذلك: أي ما دون الشرك صغيرا كان أو كبيرا.
في أصول الكافي: عن يونس، عن ابن بكير، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " الكبائر فما سواها، قال: قلت: دخلت الكبائر في الاستثناء؟ قال: نعم (1).
لمن يشاء: تفضلا عليه واحسانا.
والمراد ب‍ " من يشاء " الشيعة خاصة، يغفر لهم ما سوى الشرك، فمن كان شيعة وخرج من الدنيا مشركا لا يغفر له، كما لا يغفر لسائر المشركين، وإن لم يكن مشركا يغفر له وإن كان عليه ذنوب أهل الأرض غير الشرك. والدليل على أن المراد ب‍ " من يشاء " الشيعة.
ما رواه العياشي في تفسيره: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أما قوله: " إن الله لا يغفر أن يشرك به " يعني أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي. وأما قوله:
" ويغفر ما دون ذلك " يعني لمن يشاء يعني لمن والى عليا (عليه السلام) (2).
وما رواه في من لا يحضره الفقيه: بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب، ثم قال (عليه السلام): من قال: لا إله إلا الله بإخلاص فهو برئ من الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " من شيعتك ومحبيك يا علي، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا لشيعتي؟ قال: اي وربي إنه لشيعتك، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (3).

(١) الكافي: ج ٢ ص ٢٨٤ كتاب الايمان والكفر، باب الكبائر، ح ١٨.
(٢) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٤٥ ح ١٤٩.
(٣) من لا يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٩٥ باب 176 النوادر وهو آخر أبواب الكتاب، قطعة من ح 72 س 8.
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»
الفهرست