تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٢
هذه الآية على محمد هكذا: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت - في علي - (1) مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم - إلى مفعولا ".
وأما قوله: " مصدقا لما معكم " يعني مصدقا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم: عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الآية هكذا: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا - في علي (عليه السلام) - نورا مبينا " (3) (4).
أو نلعنهم كما لعنا أصحب السبت: أو نخزيهم بالمسخ كما أخزينا به أصحاب

(١) هذه من الزيادة التفسيرية. أي نزلت الآية في شأنه. لا ان الزيادة كانت من النص. راجع تعليقنا السابق من سورة آل عمران الآية قم ٣٢.
(٢) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٤٥ ح ١٤٨.
(٣) الكافي: ج ١ ص ٤١٧ كتاب الحجة باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح ٢٧.
(٤) ليس في المصحف هكذا، بل صدر الآية في أوائل سورة النساء هكذا " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها إلى أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا " وآخرها في أواخر تلك السورة هكذا " يا أيها الناس قد جاء كم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا " وكأنه سقط من الخبر شئ، وكان (عليه السلام) ذكر اسمه في الموضعين، فسقط آخر الآية الأولى واتصلت بآخر الآية الثانية، لتشابه الآيتين، وكثيرا ما يقع ذلك. و يحتمل أن يكون في مصحفهم (عليهم السلام) إحدى الآيتين هكذا، وعلى الأول ظاهرة التنزيل ويحتمل التأويل أيضا كما عرفت مرارا.
ولا يتوهم أن قوله في الآية الأولى: " مصدقا لما معكم " ينافي ذلك على الاحتمال الأول، لان معاداة أهل الكتاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) كانت أشد منها لغيره، لأنه (عليه السلام) قتل كثيرا منهم بيده، فيحتمل أن يكون الخطاب إليهم، وقوله: " مصدقا لما معكم " لأنه كان اسمه (عليه السلام) كاسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثبتا عندهم في كتبهم كما دلت عليه الأخبار الكثيرة. وكذا قوله: " أوتوا الكتاب " وإن احتمل أن يكون المراد بالكتاب القرآن (مرآة العقول:
ج 5 ص 29 ح 27).
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»
الفهرست