والدليل على أنه يغفر ذنوب الشيعة وإن لم يتب، ولو كان عليه مثل ذنوب أهل الأرض، ما سبق.
وما رواه في كتاب التوحيد: بإسناده إلى أبي ذر (رحمه الله) قال: خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمشي وحده وليس معه إنسان، فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال لي: من هذا؟ فقلت: أبو ذر جعلني الله فداك، قال: يا أبا ذر تعال، قال: فمشيت معه ساعة، قال: إن المكثرين هم الا قلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا، فنفح منه بيمينه وشماله وبين يديه وورائه وعمل فيه خيرا، قال:
فمشيت معه ساعة فقال لي: اجلس ههنا، وأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي:
اجلس حتى أرجع إليك، قال: فانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني، فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل، وهو يقول: وإن زنى وإن سرق قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداك، من تكلمه في جانب الحرة، فإني ما سمعت أحدا يرد عليك شيئا؟ قال: ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة فقال: بشر أمتك أن من مات لا يشرك بالله (عز وجل) شيئا دخل الجنة، قال فقلت: يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق؟ قال: نعم، قلت: وإن زنى وسرق؟ قال:
نعم قلت: وإن زنى وسرق قال: نعم وإن شرب الخمر (1).
وفي تفسير العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قوله: " ان الله لا يغفر ان يشرك به " أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي وأما قوله: " ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " يعني لمن والى عليا (2).