تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٣
[إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (48)] السبت. أو نلعنهم على لسانك كما لعناهم على لسان داود.
والضمير لأصحاب الوجوه. أو للذين على طريقة الالتفات، أو للوجوه إن أريد بها الوجهاء.
قيل: وعطفه على الطمس بالمعنى الأول، يدل على أن المراد به ليس مسخ الصورة في الدنيا (1).
وفيه: أنه مسخ خاص، فيصح أن يكون مقابلا لمسخ أصحاب السبت.
ومن حمل الوعيد على تغير الصورة في الدنيا، قال: إنه بعد مترقب. أو كان وقوعه مشروطا بعدم إيمانهم، وقد آمن منهم طائفة.
وكان أمر الله: بإيقاع شئ، أو وعيده، أو ما حكم به وقضاه.
مفعولا: نافذا، أو كائنا. فيقع لا محالة ما أوعدتم به إن لم تؤمنوا.
إن الله لا يغفر أن يشرك به: لأنه حكم بخلود عذابه وأوجب على نفسه تعذيبه، لأنه لا ينمحي عنه أثره، فلا يستعد للعفو إلا أن يتوب ويرجع إلى التوحيد، فإن باب التوبة مفتوح أبدا.
في عيون الأخبار: عن الرضا (عليه السلام)، وبإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يحاسب كل خلق إلا من أشرك بالله، فإنه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار (2).

(1) قاله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل): ج 1 ص 223 عند تفسيره لآية 47 من سورة النساء.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 34 باب 31 فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة ح 66.
(٤٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 ... » »»
الفهرست