تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٧١
وفي تفسير العياشي: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) في حديث طويل -: يا جابر، أول الأرض المغرب تخرب أهل الشام، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات، راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني. فيلقى السفياني الأبقع، فيقتله ومن معه، وراية الأصهب، ثم لا يكون لهم هم إلا الاقبال نحو العراق، ومن جيش بقرقيسا (1) فيقتلون بها مائة ألف من الجبارين، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألف، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم (عليه السلام) يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، و يبعث السفياني بعثا إلى المدينة فيفر المهدي (عليه السلام) منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة فيبعث جيش على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب، على سنة موسى بن عمران، قال: وينزل جيش أمير السفياني، البيداء، فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم، فيخسف أمير البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم في أقفيتهم، وهم من كلب، وفيهم أنزلت هذه الآية: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا على عبدنا " يعني القائم (عليه السلام) " من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها " (2).
وروى عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): نزلت

(١) بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء أخرى وألف ممدودة، ويقال: بياء واحدة، قال حمزة الأصبهاني قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس، وهو اسم لارسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة، وكثيرا ما يجئ في الشعر مقصورا، وقال سعد بن أبي وقاص وقد أنفذ جيشا وهو بالمدائن في سنة ١٦ إلى هيت وقرقيسيا ورئيسهم عمرو بن مالك الزهري فنزلوا على حكمه، قيل: سميت به قرقيسيا، ابن طهمورث الملك إلخ (معجم البلدان للحموي: ج ٤ ص ٣٢٨).
(٢) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٤٤ ح 147 وما رواه المفسر (قدس سره) عن العياشي رواه في البحار الطبعة الحديثة: ج 52 ص 237 ح 105 عن العياشي وعن غيبة النعماني.
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»
الفهرست