تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٠
[يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنزدها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحب السبت وكان أمر الله مفعولا (47)] أو إلا قليلا منهم قد آمنوا أو يؤمنون.
يا أيها الذين أوتوا الكتب ء امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها: الطمس المحو، يقال: طمسته طمسا، محوته، والشئ، استأصلت أثره.
قيل: أي من قبل أن نمحو تخطيط صورها ونجعلها على هيئة أدبارها، يعني الاقفاء (1)، أو ننكسها إلى ورائها في الدنيا أو في الآخرة (2).
وقيل: الطمس يطلق لمطلق التغيير والقلب. والمعنى: من قبل أن نغير وجوها فنسلب وجاهتها وإقبالها ونكسوها الصغار والادبار، أو نردها إلى حيث جاءت منه، وهي أذرعات الشام، يعني أجلاء بني النضير، ويقرب منه قول من قال: إن المراد بالوجوه الرؤساء.
وفي مجمع البيان: في رواية أبي الجارود، عن الباقر (عليه السلام): أن المعنى نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها في ضلالتها بحيث لا يفلح أبدا (3).

(١) أي نمحو تخطيط صورها من عين وحاجب وأنف وفم فنجعلها على هيئة أدبارها، وهي الاقفاء مطموسة مثلها (الكشاف: ج ١ ص ٥١٨).
(٢) من قوله: (من رؤية البصر) إلى هنا، باستثناء ما نقله من تفسير علي بن إبراهيم، مقتبس من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢٢٢، فلا حظ تفسيره لآيات 44 و 45 و 46 و 47) من سورة النساء.
(3) مجمع البيان: ج 3 ص 55 في نقل المعنى لآية 47 من سورة النساء.
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست