تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٦٤
[فيه آيات بينت مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا والله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العلمين (97)] فالمراد ب‍ " أول بيت "، أول موضع جعل مستقرا للعباد على وجه الماء، لا البيت المصنوع من اللبن والمدر والخشب حتى يحتاج في تصحيحه إلى ارتكاب أمور متكلفة.
مباركا: حال من المستكن في الظرف، أي كثير الخير والنفع لمن حجه واعتمره واعتكف عنده، وطاف حوله، وقصد نحوه، من مضاعفة الثواب، وتكفير الذنوب، ونفي الفقر، وكثرة الرزق.
وفي من لا يحضره الفقيه: عنه (عليه السلام) قال: وجد في حجر، إني أنا الله.
ذو بكة، صنعتها يوم خلقت السماوات والأرض، ويوم خلقت الشمس والقمر، وخففتها بسبعة أملاك حفا مبارك لأهلها في الماء واللبن يأتيها رزقها من ثلاثة سبل، من أعلاها وأسفلها والثنية بعده (1).
وهدى للعلمين: لأنه قبلتهم ومتعبدهم، ولان فيه آيات عجيبة، كما قال الله تعالى.
فيه آيات بينت: كانحراف الطيور عن موازاة البيت على مدى الاعصار، وأن ضواري السبع تخالط الصيود في الحرم ولا تتعرض لها، وأن كل جبار قصده بسوء قهره، كأصحاب الفيل.
والجملة مفسرة لل‍ " هدى " أو حال أخرى.
مقام إبراهيم: مبتدأ محذوف الخبر، أي منها، أو بدل من " آيات " بدل البعض من الكل.

(١) من لا يحضره الفقيه: ج ٢ ص ١٥٨ باب ابتداء الكعبة وفضلها وفضل الحرم، ح 15.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست