الذي كان فيه المقام؟ فقال رجل: أنا، قد كنت أخذت مقداره بنسع (1) فهو عندي، فقال: تأتيني به، فأتاه به فقاسه، ثم رده إلى ذلك المكان (2).
ومن دخله كان آمنا: جملة ابتدائية، أو شرطية معطوفة من حيث المعنى على " مقام " لأنه في معنى: وأمن من دخله، أي منها أمن من دخله، أو فيه آيات بينات مقام إبراهيم وآمن من دخله.
واقتصر بذكرهما من الآيات الكثيرة، لان فيهما غنية عن غيرهما في الدارين، بقاء الأثر مدى الدهر والآمن من العذاب يوم القيامة.
وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى أبي زهرة بن شبيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته، وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال:
نعم، قال يا أبا حنيفة: لقد ادعيت علما، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، وما أدراك الله من كتابه حرفا، فإن كنت كما تقول:
ولست كما تقول: فأخبرني عن قول الله (عز وجل): سيروا فيها ليالي وأياما آمنين " (3) أين ذلك من الأرض؟ قال: أحسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) ومن كان إلى أصحابه فقال: تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة، فتؤخذ أموالهم، ولا يؤمنون على أنفسهم ويقتلون؟ قالوا: نعم، قال: فسكت أبو حنيفة فقال: يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله (عز وجل): " ومن دخله كان آمنا " أين ذلك من الأرض؟ فقال: الكعبة، فقال: أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة، فقتله كان آمنا فيها؟!
قال: فسكت، فقال أبو بكر الحضرمي: جعلت فداك، ما الجواب في المسألتين