تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
[قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (95) إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعلمين (96)] فأولئك هم الظالمون: لأنفسهم لمكابرتهم الحق بعد وضوحه.
قل صدق الله: تعريض بكذبهم، أي ثبت أن الله صادق فيما أنزله وأنتم الكاذبون.
فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا: أي ملة الاسلام التي عليها. محمد ومن آمن معه التي هي في الأصل ملة إبراهيم، أو مثل ملته حتى تتخلصوا من اليهودية التي اضطرتكم إلى التحريف والمكابرة للأغراض الدنيوية، وألزمتكم تحريم طيبات أحلها لإبراهيم ومن تبعه.
وفي تفسير العياشي: عن حبابة الوالبية قال (1): سمعت الحسين بن علي (عليهما

(1) هكذا في النسخ التي بأيدينا، وفي الأصل أيضا، والظاهر (قالت) قال في تنقيح المقال: ج 1 ص 250 ما هذا لفظه (خبابة الوالبية، أم الندى عنونها الميرزا هنا، ومحلها فصل النساء إن شاء الله تعالى) وقال في ج 3 ص 74 من فصل النساء ما لفظه (حبابة بنت جعفر الأسدية الوالبية أم الندى:
الضبط: حبابة بالحاء المهملة المفتوحة وبائين موحدتين بينهما ألف وبعدهما هاء، والمشهور على الألسن عموما هو تشديد الباء الأولى والظاهر أنه من الأغلاط المشهورة، إلى أن قال: والوالبية بكسر اللام والباء الموحدة مؤنث الوالبي إلى أن قال: عن صالح بن ميثم قال: دخلت أنا وعباية الأسدي على حبابة الوالبية، فقال: هذا ابن أخيك، ميثم قال: ابن أخي والله حقا ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي (عليهما السلام)؟ فقلنا: بلى، قالت: دخلت عليه (عليه السلام) وسلمت فرد السلام ورحب ثم قال: ما أبطأك عن زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة؟ قلت: ما أبطأني عنك إلا علة عرضت، قال: وما هي؟ قالت: فكشفت خماري عن برص قالت: فوضع يده على البرص ودعى، فلم يزل يدعو حتى رفع يده وقد كشف الله ذلك البرص، ثم قال: يا حبابة إنه ليس أحد على ملة إبراهيم إلخ).
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست