وأما كون منزل إسماعيل آية، فلانه أنزل به من غير ماء، فنبع له الماء.
وإنما خص المقام بالذكر في القرآن وطوى ذكر غيره، لأنه أظهر آياته اليوم للناس.
قيل: سبب هذا الأثر، أنه لما ارتفع بنيان الكعبة قام على هذا الحجر ليتمكن من رفع الحجارة، فغاصت فيه قدماه (1).
وقيل: إنه لما جاء زائرا من الشام إلى مكة فقالت له امرأة إسماعيل: انزل حتى نغسل رأسك، فلم ينزل، فجاءته بهذا الحجر فوضعته على شقه الأيمن، فوضع قدمه عليه حتى غسلت شق رأسه، صم حولته إلى شقه الأيسر حتى غسلت الشق الآخر، فبقي أثر قدمه عليه (2).
وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أدركت الحسين (صلوات الله عليه)؟ قال: نعم أذكر وأنا معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل، والناس يقومون على المقام، يخرج الخارج يقول: قد ذهب به السيل، ويخرج منه الخارج فيقول: هو مكانه، قال: فقال لي: يا فلان، ما صنع هؤلاء؟ فقلت: أصلحك الله، يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام! فقال: ناد: إن الله قد جعله علما، لم يكن ليذهب به، فاستقروا (3).
وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم (عليه السلام) عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم، فلما فتح النبي (صلى الله عليه وآله) مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم (عليه السلام)، فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن الخطاب، فسأل الناس: من منكم يعرف المكان