لا يحد، ولم يكن يومئذ خلق غير هما والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد الله أن يخلق الأرض، وذكر إلى آخر ما نقلناه عن الكافي (1).
وفي تفسير العياشي: عن عبد الصمد بن سعد قال: أراد أبو جعفر أن يشتري من أهل مكة بيوتهم ان يزيده في المسجد فأمن عليه فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك فأتى أبا عبد الله (عليه السلام) فقال له: اني سألت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم لا زيد في المسجد وقد منعوني ذلك فقد غمني غما شديد، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لم يغمك ذلك وحجتك عليهم فيه ظاهرة؟ قال: وبما احتج عليهم؟
فقال: بكتاب الله، فقال لي: في اي موضع؟ فقال: قول الله (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة " قد أخبرك الله أن أول بيت وضع هو الذي ببكة فإن كانوا هم نزلوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، وإن كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه فدعاهم أبو جعفر فاحتج عليهم بهذا فقالوا: اصنع ما أحببت (2).
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكة جملة القرية، وبكة حملة موضع الحجر الذي يبك الناس بعضهم بعضا (3).
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن بكة موضع البيت، وإن مكة الحرم وذلك قوله كان آمنا (4).
وفي كتاب عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة وضع البيت وسط الأرض، أنه الموضع الذي من تحته دحيت الأرض، وكل ريح تهب في الدنيا فإنها تخرج من تحت الركن الشامي، وهو أول بقعة وضعت في الأرض، لأنها الوسط، ليكون الغرض لأهل المشرق والمغرب في ذلك سواء (5).