وقيل: عطف بيان على أن المراد بالآيات أثر القدم في الصخرة الصماء وغوصها فيها إلى الكعبين، وتخصيصها بهذه الإلانة من الصخار وإبقائه، دون سائر آثار الأنبياء وحفظه مع كثرة أعدائه ألوف [السنين] (1).
ويؤيده أنه قرئ: آية بينة على التوحيد.
وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: " إن أول بيت " إلى قوله: " آيات بينات " ما هذه الآيات البينات؟ قال: مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه. والحجر الأسود، ومنزل إسماعيل (عليه السلام) (2).
أقول: أما كون المقام آية، فلما ذكر، ولارتفاعه بإبراهيم (عليه السلام) حين كان أطول من الجبال كما يأتي ذكره.
وأما كون الحجر الأسود آية، فلما ظهر منه للأولياء والأوصياء (عليهم السلام) من العجائب، إذ كان جوهرة جعلها الله مع آدم في الجنة، وإذ كان ملكا من عظماء الملائكة ألقمه الله الميثاق وأودعه ويأتي يوم القيامة وله لسان ناطق وعينان يعرفه الخلق، يشهد لمن وافاه بالموافاة، ولمن أدى إليه بالميثاق بالأداء، وعلى من جحده بالانكار إلى غير ذلك كما ورد في الاخبار عن الأئمة (عليهم السلام) (3).
ولما ظهر لطائفة من تنطقه لبعض المعصومين (عليهم السلام) كالسجاد (عليه السلام) حيث نازعه عمه محمد بن الحنفية في أمر الإمامة كما ورد في الروايات (4).
ومن عدم طاعته لغير المعصوم في نصبه في موضعه كما جرب غير مرة (5).