تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٥٢
[أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (87) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون (88) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم (89)] أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين: وفيه تصريح بوجوب لعن من كفر بعد الايمان والعلم بحقيقة الرسول ومجئ البينات، لأنه تعالى قال: " جزائهم " هو لعن الله والملائكة والناس وإذا كان جزاءهم ذلك وأخبر الله بأن جزاءهم من الملائكة والناس ذلك، لم يجز للملائكة والناس ترك ما جعله الله جزاء شئ، بل يجب عليهم الاتيان به. فهذا وإن لم يكن في صورة الامر، لكن يفيد بمادته الوجوب.
خلدين فيها: أي في اللعنة.
لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك:
أي بعد الارتداد.
وأصلحوا: ما أفسدوا، أو دخلوا في الصلاح.
فإن الله غفور: يقبل توبته.
رحيم: يتفضل عليه.
وفي مجمع البيان: قيل: نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له: الحارث ابن سويد بن الصامت. وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب ارتد عن الاسلام ولحق بمكة، ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل لي من توبة؟ فسألوا فنزلت إلى قوله " إلا الذين تابوا " فحملها رجل من قومه إليه، فقال: إني لاعلم أنك لصدوق، ورسول الله (صلى الله عليه وآله)
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست