الفضل والتبرك به في غيرها من الأيام وإن كان يجوز صومه حسب ما تضمنه الخبر أي خبر الزهري من التخيير ويشعر عبارة المصنف بالميل إلى الكراهة وحمل السنة على الأيام التي بعد الثلاثة بعيد مخالف لما اشتهر بين الناس في صيام الستة ولظاهر لفظ خبر الزهري وصوم داود (عليه السلام) قد مر تفسيره وما يدل عليه من صحيحة حماد بن عثمان وخبر محمد بن مروان وما رووه من قول النبي صلى الله عليه وآله لعبد الله بن عمر وروا أيضا عن عبد الله بن عمر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله أحب الصيام إلى الله تعالى صيام أخي داود (عليه السلام) كان يصوم يوما ويفطر يوما وأحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود (عليه السلام) كان يرقد شطر الليل ويقوم ثلاثة ثم يرقد آخره وما اشتمل عليه من كيفية الصلاة فلا يخلو عن شئ عندنا ويوم التروية قد مر في المرسلة المروية عن الصادق (عليه السلام) أن صوم يوم التروية كفارة سنة وهو الثامن من ذي الحجة سمي بذلك لان الحاج كان يتروى الماء لعرفة من مكة إذا لم يكن بها ماء كاليوم فكان بعضهم يقول لبعض ترويتهم لتخرجوا وقد مر وجه آخر له في تسمية عرفة وثلاثة أيام للحاجة وخصوصا بالمدينة قد مر البحث عنه في مسألة صيام المسافر ويوم النصف من جمادي الأولى قال الشيخ رحمه الله في المصباح في النصف منه سنة ست وثلاثين كان مولد أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين (عليهم السلام) ويستحب صيام هذا اليوم وفيه بعينه من هذا الشهر من هذه السنة كان فتح البصرة لأمير المؤمنين (عليه السلام) وروى المفيد من صام الخميس والجمعة والسبت من شهر حرام كتب الله له عبادة تسع مائة سنة رواه رحمه الله عن راشد بن محمد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وآله من صام في شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة وفي صوم عاشور أخرنا أي على طريق الحزن بمصاب رسول الله صلى الله عليه وآله والجزع لما حل بعترته (عليه الصلاة وعليهم السلام) لا على وجه الفضل في صومه والتبرك به والاعتقاد لبركته وسعادته فإن ذلك إن كان باعتبار قتل الحسين (عليه السلام) فلا ريب في أنه نصب وكفر صريح بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وكان حشره مع الذين قتلوه وإن كان في نفسه مع قطع النظر عنه فخطأ وعد المحقق رحمه الله في الشرايع صوم عاشورا على وجه الحزن من الصيام المستحب وقال الشارح في المسالك أشار بقوله على وجه الحزن إلى أن صومه ليس صوما معتبرا شرعا بل هو إمساك بدون نية الصوم لان صومه متروك كما وردت به الرواية وينبه على ذلك قول الصادق (عليه السلام) صمه من غير ترتيب وأفطره من غير تشميت وليكن فطرك بعد العصر فهو عبارة من ترك المفطرات اشتغالا عنها بالحزن والمصيبة وينبغي أن يكون الامساك المذكور بالنية لأنه عبادة أقول قول المحقق يحتمل ما ذكره وإن كان الظاهر ما ذكرناه وأما كلام المتن فلا يحتمل ما ذكره بقرينة تتمته كله أو إلى العصر أو تركه روايات وعدم التقييد بالحزن في أكثر الروايات لا ينافي شمولها بإطلاقها له وأما ما يدل منها على الاستحباب فما رواه الشيخ في التهذيب عن أبي همام في الموثق عن أبي الحسن (عليه السلام) قال صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشورا وعن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال صيام يوم عاشورا كفارة سنة وعن مسعدة بن صدقه عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) أن عليا (عليه السلام) قال صوموا العاشورا التاسع والعاشر فإنه يكفر ذنوب سنة وهذا الخبر يشعر بإطلاق عاشورا على التاسع أيضا وعن كثير النوا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال لزقت السفينة يوم عاشورا على الجودي فامر النوح (عليه السلام) من معه من الجن والإنس أن يصوموا ذلك اليوم وقال أبو جعفر (عليه السلام) أتدرون ما هذا اليوم هذا اليوم الذي تاب الله عز وجل فيه آدم (عليه السلام) وحواء (عليها السلام) وهذا اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه وهذا اليوم الذي غلب فيه موسى (عليه السلام) فرعون وهذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم (عليه السلام) وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم (عليهما السلام) وهذا اليوم الذي يقوم فيه القائم (عليه السلام) وأما ما يدل على الترك فما تقدم في صوم عرفة من خبر زرارة عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وما روى في الكافي والتهذيب عن جعفر بن عيسى بن عبيد قال سألت الرضا (عليه السلام) عن صوم عاشورا وما يقول الناس فيه فقال عن صوم ابن مرجانة لتسألني ذلك يوم ما صامه إلا الأدعياء من آل زياد بقتل الحسين (صلوات الله عليه) وهو يوم يتشاءم به آل محمد صلى الله (عليه وعليهم السلام) ويتشاءم به أهل الاسلام واليوم المتشائم به الاسلام وأهله لا يصام ولا يتبرك به ويوم الاثنين يم نحس قبض الله فيه نبيه صلى الله عليه وآله وما أصيب آل محمد صلوات الله عليهم إلا في يوم الاثنين تشأمنا به وتبرك به أعداؤنا ويوم عاشورا قتل الحسين (عليه السلام) وتبرك به ابن مرجانة ويتشأم به آل محمد صلى الله عليه وآله فمن صامهما أو تبرك بهما لقي الله عز وجل ممسوخ القلب وكان محشره مع الذين سنوا صومهما والتبرك بهما وعن عبيد بن زرارة قال سمعت زرارة يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن صوم يوم عاشورا فقال من صامه كان خطه من صيام ذلك اليوم خط ابن مرجانة وآل زياد قال قلت وما خطهم من ذلك اليوم قال النار وعن نجية بن الحارث العطار قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن صوم يوم عاشورا فقال صومه متروك بنزول شهر رمضان والمتروك بدعة قال نجية فسألت أبا عبد الله (عليه السلام) فأجاب بمثل جواب أبيه ثم قال لي أما أنه صيام يوم ما نزل به كتاب ولا جرت به سنة إلا سنة آل زياد بقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) وفي الكافي عن عبد الملك قال سألت
(٤٥٧)