فأخبرني بها فقال وما عليك أن تفعل خيرا في ليلتين وعن محمد بن أيوب عن أبيه قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول أن الجهني أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله إن لي أبلا وغنما وعملة وغلمة فأحب أن تأمر بليلة أدخل فيها فأشهد الصلاة وذلك في شهر رمضان فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فساره في إذنه وكان الجهني إذا كان ليلة ثلاث وعشرين دخل بإبله وغنمه وأهله إلى مكانه وقال في الفقيه اسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري وروى في الفقيه عن سفيان بن السمط قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) الليالي التي ترجى فيها من شهر رمضان فقال تسع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين قلت فإن أخذت إنسانا الفترة أو علة ما المعتمد عليه من ذلك فقال ثلاث وعشرين وأما علامة ليلة القدر فروى في الكافي عن محمد بن مسلم في الصحيح عن أحدهما (عليهما السلام) قال سألته عن علامة ليلة القدر فقال علامتها أن يطيب ريحها وإن كانت في برد دفئت وإن كانت في حر بردت فطابت قال وسئل عن ليلة القدر فقال تنزل فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما يصيب العباد وأمر عنده موقوف وفيه المشية فيقدم ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب والدف ء السخونة وقال الجمهور علامتها ما رواه أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وآله قال إن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء مثل الطست وروى أيضا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال هي ليلة طلقة لا حارة ولا باردة وهي توافق روايتنا ويستحب أيضا قراءة سورتي العنكبوت والروم في ليلة الثلاث وعشرين روى الشيخ عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من قرأ سورتي العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا أبا محمد من أهل الجنة لا استثنى فيه أبدا ولا أخاف أن يكتب الله على في يميني أثما وإن لهاتين السورتين من الله مكانا ويستحب أيضا الاعتكاف في العشر الأواخر لما روى في الكافي عن الحلبي في الحسن بن إبراهيم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت له قية من شعر وشمر الميزر وطوى فراشه فقال بعضهم واعتزل النساء فقال أبو عبد الله (عليه السلام) أما اعتزال النساء فلا الميزر الإزار وكنى بشدة عن النساء أو أراد تشميره للعبادة وجده فيها يقال شددت لهذا الامر ميزرا أي تشمرت له وطوى فرأسه باعتبار ترك اليوم وإحياء الليالي وكنى من ترك المجامعة ومعنى قول أبي عبد الله (عليه السلام) أما اعتزال النساء فلانه صلى الله عليه وآله لم يمنعهن عن الخدمة والمجالسة والمحادثة معه لا عدم ترك الجماع كيف وقد أشار إليه أولا على ما عرفت وعن أبي العباس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وآله في شهر رمضان في العشر الأول ثم اعتكف في الثانية في العشر الوسطى ثم اعتكف في الثالثة في العشر الأواخر ثم لم يزل يعتكف في العشر الأواخر وعن داود بن سرحان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لا اعتكاف إلا في العشرين من شهر رمضان وقال أن عليا (عليه السلام) كان يقول لا أرى الاعتكاف إلا في المسجد الحرام ومسجد الرسول أو مسجد جامع ولا ينبغي للمعتكف أن يخرج من المسجد إلا لحاجة لا بد منها ثم لا يجلس حتى يرجع والمرأة مثل ذلك وكأنه أراد بنفي الاعتكاف في غيره نفي كمال الفضل والتأكد الذي فيه وقال في الفقيه وفي رواية السكوني بإسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اعتكاف عشر في شهر رمضان تعدل حجتين وعمرتين ويستحب أيضا المواظبة على النوافل المختصة به بدعواتها المأثورة موضع البحث عن هذه المسألة كتاب الصلاة وقد مر ذكرها فيه وأعادها استيفاء لذكر سنن شهر رمضان ويستحب أيضا الدعاء عند الافطار فيقول اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظماء وابتلت العروق وبقى الاجر اللهم تقبل منا وأعنا عليه وسلمنا فيه وتسلمه منا روى في الكافي عن السكوني عن جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أفطر قال اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظماء وابتلت العروق وبقى الاجر الظماء بفتح المعجمة والميم والهمزة بعدهما العطش قيل لا يبعد عدم كون قوله ذهب الظماء من تتمة الدعاء بل يكون تحريصا على الصوم بعد إتمام الدعاء أقول وبعده واضح جدا خصوصا مع المداومة التي يفهم من قوله كان إذا أفطر قال بل هو شكر وتحميد له سبحانه بتجديد النعمة ورفع المشقة وإبقاء الاجر وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال يقول في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار إلى اه الحمد لله الذي أعاننا فصمنا ورزقنا فأفطرنا اللهم تقبل منا وأعنا عليه وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك وعافية الحمد لله الذي قضى عنا يوما من شهر رمضان وذكر في الفقيه بعد ذلك وقال (عليه السلام) يستجاب دعاء الصائم عند الافطار فما ذكره المصنف من الدعاء مأخوذ من الروايتين أو وصل إليه خبر بهذا النحو وروى الشيخ في التهذيب عن أبي عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال جاء قنبر مولى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بفطره إليه قال فجاء بجراب فيه سويق عليه خاتم قال فقال له رجل يا أمير المؤمنين إن هذا لهو البخل تختم على طعامك قال فضحك علي (عليه السلام) قال ثم قال (عليه السلام) أو غير ذلك لا أحب أن يدخل بطني شئ لا أعرف سبيله قال ثم كسر الخاتم فأخرج سويقا بجعل منه في قدح فأعطاه فأخذ القدح فلما أراد أن يشرب قال بسم الله اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك أنت السميع العليم الفطر بفتح الفاء ما يفطر عليه وقوله (عليه السلام) أو غير ذلك أي ويحتمل غير البخل أيضا ثم بين ذلك بأن غرضه من الختم أن لا يدخل حد في الجراب شيئا لا يعرف هو (عليه السلام) سبيله وحله عليه وفاعل كسر وأخرج قنبر وفاعل أخذ أمير المؤمنين (عليه السلام)
(٤٤٦)