في رمضان تصلي ثم تفطر إلا أن تكون مع قوم ينتظرون الافطار فإن كنت معهم فلا تخالف عليهم وأفطر ثم صل وإلا فابدأ بالصلاة قلت ولم ذاك قال لان قد حضرك فرضان الافطار والصلاة فابدء بأفضلهما وأفضلهما الصلاة ثم قال تصلي وأنت صائم فكتب صلاتك تلك فتختم بالصوم أحب إلي وقوله (عليه السلام) فتختم بالصوم أي بالوقوع في حالة الصيام وبالصدور عن الصايم وقد نازع صاحب المدارك في استحباب تعجيل فطور من تنازعه نفسه لاطلاق النصوص ولحصول مخالفة النفس بالتأخير والظاهر مراعاة الخشوع والاقبال على الصلاة على ما يظهر من الاخبار والأقوال أهم من حسن مراعاة التقديم المفهوم من هذه النصوص وحسن مخالفة النفس إذا لم يؤد إلى خلل في العبادة لا مطلقا كما يظهر من الحكم بكراهة الصلاة لدافع النوم والخبث وقد روى الشيخ أيضا عن عبد الله بن بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال يستحب للصايم إن قوى على ذلك أن يصلي قبل أن يفطر ورووا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله تعالى أحب عبادي إلى أسرعهم فطرا ويستحب الافطار على الماء الفاتر وهو الذي لا يكون باردا ولا حارا أو الحلو كالتمر والزبيب وكان الأولى تقديم الحلو على الماء في الذكر كما يفهم من النصوص تقديمه أو اللبن فقد مر في خبر جابر حديث إفطار رسول الله صلى الله عليه وآله على الأسودين وروى في الكافي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا فطر بدء بحلواء يفطر عليها فإن لم يجد فسكرة أو تمرات فإذا أعوز ذلك كله فماء فاتر و كان يقول ينقي المعدة والكب ويطيب النكهة والفم ويقوي الأضراس ويقوي الحدق ويجلو الناظر ويغسل الذنوب غسلا ويسكن العروق الهايجة والمرة الغالبة ويقطع البلغم ويطفي الحرارة عن المعدة ويذهب بالصداع والسكرة بضم المهملة واحدة السكر وهو فارسي معرب وكأنها الحبة المعمولة من السكر والمعدة بفتح الميم وكسر المهملة أو بكسر الميم وسكونها للانسان بمنزلة الكرش لكل مجتر والنكهة بفتح النون وسكون الكاف ريح الفم والناظر في المفكة السواد الأصغر الذي فيه انسان العين والحدق بفتح المهملتين جمع حدقه وهي السواد الأعظم من العين المرة بكسر الميم الصفراء وعن السكوني عن جعفر عن أبيه (عليه السلام) قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صام فلم يجد الحلواء أفطر على الماء وعن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفطر على التمر في زمن التمر وعلى الرطب في زمن الرطب و عن ابن القداح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب وفي زمن التمر التمر وعن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إذا أفطر الرجل على الماء الفاتر نقي كبده وغسل الذنوب من القلب وقوى البصر والحدق وعن ابن سنان عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال الافطار على الماء يغسل الذنوب عن القلب وغسل الذنوب يحتمل أن يكون باعتبار أن أكثر الذنوب ينبعث عن الشهوة والغضب والماء يسكنهما لأجل تسكينه للمرة والعروق الهائجة وروى الشيخ في الموثق عن غياث بن إبراهيم عن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) إن عليا (عليه السلام) كان يستحب أن يفطر على اللبن ويستحب أيضا اتيان النساء أول ليلة من الشهر لما رواه في الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) إن عليا (عليه السلام) قال يستحب للرجل أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان لقوله تعالى أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم والرفث المجامعة ولعل استفادة الاستحباب بعد ضم ما هو معلوم من الخارج من حسن المبادرة إلى الاخذ بالرخصة التي ذكرها الله من باب الامتنان بتسهيل الامر ورفع المشقة عنهم بها كما يستفاد من قوله جل اسمه بعد ذلك لبيان سبب التحليل هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وأيضا يفهم من ذلك أن في ترك المقارنة مع كثرة المخالطة وشدة الملابسة المتحققة بين الزوجين مشقة وصعوبة علم الله أنهم لا يصبرون عليها ويختانون أنفسهم بها فتستحب المبادرة إلى الوطي قبل التلبس بالصوم لئلا يثقل عليهم هذا التكليف العظيم والخطب الجسيم من أوله ويحفظ عن الخلل والخيانة عن بدايته وذلك من قبل التهيئة للفعل وتحصيل استعداد الاتيان به على أبلغ وجه وكان قوله (عليه السلام) لقوله عز وجل أحل آه من باب الإشارة إلى الآية الكريمة إلى آخرها ويستحب أيضا إحياء ليلة القدر بإحياء الثلاث الفرادى المشهورة لمزيد الاهتمام بإحياء ليلة القدر مع إبهامها ودلالة القرائن على دخولها في الثلاث خصوصا إحدى وثلاثا من العشر الأخير من جملة الثلاث لغلبة الظن بكونها أحديهما واعلم إن ليلة القدر ليلة شريفة معظمة في الشرع قال الله عز وجل ليلة القدر خير من ألف شهر وقال عز من قائل إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم والاخبار فيها بالغة حد التواتر وإنما سميت بذلك لتقدير الأمور فيها أو لشرفها أو لضيق الأرض فيها على الملائكة لأجل كثرتهم في نزولهم إليها قيل ولعل الله تعالى إنما ذكر لفظ القدر في السورة ثلاث مرات لهذا السبب وهي باقية لم ترفع بالاجماع ورووا عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله
(٤٤٤)