شهادته بارتفاع درجته وعلو مقامه خطة رحبة الفضاء فسيحة الارجاء طيبة الأرض والماء زاكية الفروع والنماء عمرها وأحياها لا بل بسطها و دحاها وزينا بحدائق ذات بهجة لمن رآها وسبل على الطالبين أكلها وجناها وذلك بأن شرع في شرحه على بسط صار مثل كل كلمة من الأصل كجنة بربوة أصابها وابل وكل نقطع من المتن كحبة أنبتت سبع سنابل ولكن بعدما سطر شطرا فيه لعيار الأنظار معتبر ولمبالغ الأفكار مختبر وأحيى بحياة التحقيق متنزهات من التدقيق متسمة بالخصب والنضارة مرتبطة بكتاب الطهارة حال بينه وبين إتماما ما أسسه وبناه بل بين العلماء وفوزهم بمنتهى المطلب و قصاراه ما يحياه الدهر العيون من نظرة سوء لكل ما يستطر فيه العيون فعادت عوايقه وعواديه وصرف همه عن الاكمال صروف أيامه ولياليه فمضى طاب له الثرى والوطر منه ما قضى ولعمر الحبيب إن هذا الغبن على العلماء بلا فخار ولا صلف لخليق بالتحسر حقيق بالأسف ثم لما وصل إلى نوبة تذكار العلوم ودروسها ونشر صحايفها وطروسها حاولت إن اجتني ما تصل إليه يدي على قصرها من قطوف تلك الروضة البهية واقتدي في شرح هذا الكتاب بسنته السنية علما مني بأن ما أشرحه وإن بلغ في تنقيحه العلى في جنب ذاك الشرح الأسى الذي هو على ما رآه مطالع نجوم الدلالة والهداية وهو كما سماه مشارق شموس الدراية والرواية ليس إلا كضوء نجم السهى في معرض أشمس والضحى وضياء الشمعة في سنا بدر الدجى غير أني استنجزت من روحانيته وسألت الله سبحانه سيب سحاب منته فإنه الفياض الذي ماء جوده لا يغيض وعين إحسانه لا تنقص بل تفيض وله الحمد على أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا إن هدينا فشرعت في شرح ما اتفق في تضاعيف المباحثات من مذاكرة أبوابه وغوص ما تيسر من لجج بحره وعبابه وقد وفقت بمنه وطوله لاتمام هذا المجلد المشتمل على مسايل الصوم والاعتكاف في زمان أهله عن ذكر ما يلهيهم بالصمت صاموا وفي زوايا الطاعات على فرش الامن والأمان اعتكفوا وناموا عمرت المدارس بدروس المسائل الشرعية وزينت المحافل بذكرى العلوم الدينية وذلك في أيام سلطنة السلطان الأعدل الأعظم والخاقان الأفخم الأكرم حافظ نواميس الملة البيضاء مروج قوانين الشريعة السمحاء ممهد بساط العدل والاحسان مؤسس مباني البر والامتنان الذي عم فضله عامة الأنام وبذل جهده في إشاعة شعائر الاسلام فعلى عهد دولته العلية من مآثر رغبته في المعارف اليقينية ترى في أيدي مواطني الأمصار أكثر من خواتيم العقيق صحف الحكمة اليمانية وتنظر في مطارح أنظار قاطني البراري والقفاز أزيد من أوراق الشقيق أجزاء الكتب الايمانية طوت عواصف الأعاصير في عصره طوامير الضلال والبدع وغيرت الأرواح والديم ديار كل رسم مخترع بادت منها بياضها وسوادها وبانت عنها سلماها وسعادها نهى عن الفحشاء و المنكر فلم يبق من ظباء الغواني في دور الملاهي عين ولا أثر وكمن من نائرة بأسه في المكامن من كان فيه مثقال ذره من الشر كالشر وفي مخابي الحجر إن لم ينم الأطفال في مهد القرار لو تعنت الأظئار بملهيات الأسجاع والاشعار فليس ببدع من خوف تعزيره وإن نفر عن الخبائث طباع السباع في الفلوات كما تنفر الغزلان من الكلاب الضاريات فغير بعيد من نفاذ تحذيره سوى في الآفاق موازين العدل والانصاف ومحا عن الأطراف آثار الجور والاعتساف لقد رؤوف رأفة الغريب الحميم بكافة العباد وبسط ظل المرحمة على الحاضر والباد خسرت صفقة من باعه متاع الود الغير السليم وما ربحت تجارة من عامله بصحيح الولاء وقلبه سقيم شهاب سطوته حفظ سماء الدين عن مردة الشياطين وقبايب دولته أعجز عن عد الأفلاك كتعداد النجوم نظر المحاسبين شجرة نسبه في مشجرات الأنساب كسدرة المنتهى في العز والاعتلاء ودوحة حسبه في رياض الأحساب كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء رافع لواء ولاء الأئمة الاثني عشر المؤيد من عند الله بجنود الفتح والظفر ظل الله في الأرضين قهرمان الماء والطين السلطان بن السلطان بن السلطان والخاقان بن الخاقان بن الخاقان شاه سلطان حسين الصفوي الموسوي الحسيني بهادرخان لا زال مختلف الشيعة بابه ومصدر أحكام الشريعة جنابه فجعلت تلك المجلدة تحفة لخزانتها العامرة بالعمارة المخلدة وإن أشرقت من حضرته عليها أنوار القبول فأضاءها وأبهاها لاستحقت أن يقرء في شأنها وشأن مشارق الشموس والشمس وضحيها والقمر إذا تليها وها أنا أشرع في المقصود بعون الله الفياض الودود..
كتاب الصوم وهو لغة مطلق الامساك أو الامساك عن الطعام وشرعا أو في عرف أهله توطين النفس لله تعالى على ترك الثمانية أي التقرير معها وحملها على ترك الثمانية حملا ناشيا عن قصد القربة إليه تعالى والخوف والغرض رده إلى أمر وجودي وفعل من القلب مقدور قابل لتعلق التكليف به وإليه يرجع الكف الذي ذكره في اللمعة أيضا كما اشتهر بين الأشاعرة والنية إنما يتعلق في الصوم بإحداث هذا الحمل وإيجاد ذلك التوطين والقهر على الامتناع بتجديد الخوف من عقاب الله تعالى كما صرح به الشيخ ره في المبسوط ونقله المصنف في البيان فلا يرد ما أورد عليه من أن التوطين المذكور عبارة عن النية وهي خلاف الصوم وقيل أيضا لو جعل الجاد في قوله من طلوع الفجر متعلقا بتوطين النفس فسد من وجه أخر وهو لزوم وجوب استحضار النية في جميع أجزاء اليوم وبطلان صوم الذاهل عن التوطين المذكور والنائم وهو معلوم البطلان وهذا أيضا غير ظاهر لان المعتبر هو العزم الحكمي بحيث لو التفت كان عازما على الترك امتثالا لأمر الله تعالى ولو لم يكن بهذه الحيثية بل صار بحيث لو التفت