وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأقرع حابس اما انا وبنو تميم فلا وقال العباس بن مرداس اما انا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عيينة بن بدر اما انا وبنو فزارة فلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمسك منكم بحقه فله بكل انسان ستة فرائض من أول فئ نصيبه فردوا إلى الناس نسائهم وأبناءهم ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه الناس يقولون يا رسول الله أقسم علينا فيئنا حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت عنه رداءه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ردوا على ردائي فوالذي نفسي بيده لو كان لكم عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم ما ألقيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب بعير وأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين إصبعيه فقال أيها الناس والله مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة الا الخمس والخمس مردود عليكم فادوا الخياط والمخيط فان الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة فجاءه رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر فقال يا رسول الله أخذت هذا لاخيط به برذعة بعير لي دبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما حقي منها لك فقال الرجل اما إذا بلغ الامر هذا فلا حاجة لي بها فرمى بها من يده - باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من المهاجرين وما يستدل به على أنه إنما كان يعطيهم من الخمس دون أربعة أخماس الغنيمة (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى البزاز ببغداد ثنا عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني انس بن مالك ان أناسا من الأنصار قالوا يا رسول الله فيما أفاء الله على رسوله من أموال هوازن فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى رجلا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسوله (1) صلى الله عليه وسلم يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من ادم لم يدع معهم غيرهم فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حديث بلغني عنكم فقال له فقهاؤهم اما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئا واما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله يعطى قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى اعطى رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم الا ترضون ان يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رجالكم برسول الله (2) لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله قد رضينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستجدون بعدى اثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض قال انس إذا (3) نصبر - رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من أوجه عن الزهري وقال في الحديث فانى على الحوض (وكذلك) رواه بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه فانى على الحوض - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد بن خلى ثنا بشر بن شعيب - فذكره باسناده نحوه الا أنه قال في الحديث فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به وقال في آخره قال انس بن مالك فلم نصبر - (أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان انا أحمد بن عبيد ثنا أبو مسلم ثنا سليمان (4) بن حرب (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت انس بن مالك قال لما كان يوم الفتح قالت الأنصار والله ان هذا هو العجب ان سيوفنا تقطر من دماء قريش وان غنائمنا تقسم بينهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى الأنصار خاصة فقال ما هذا الذي بلغنا عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا
(٣٣٧)