عن عبد الملك عن عطاء في قوله عز وجل (واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول) قال خمس الله والرسول واحد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع فيه ما شاء (1) - (أخبرنا) أبو علي الروذباري انا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الوليد بن عتبة ثنا الوليد ثنا عبد الله بن العلاء انه سمع أبا سلام الأسود قال سمعت عمرو بن عنبسة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم فلما سلم اخذ وبرة من جنب البعير ثم قال ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا الا الخمس والخمس مردود عليكم (2) (قال الشافعي) وقد مظى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابى هو وأمي ماضيا وصلى الله وملائكته عليه فاختلف أهل العلم عندنا في سهمه فمنهم من قال يرد على السهمان التي ذكرها الله معه، ومنهم من قال يضعه الامام حيث رأى على الاجتهاد للاسلام وأهله، ومنهم من قال يضعه في الكراع والسلاح - والذي اختار ان يضعه الامام في كل أمر حصن به الاسلام وأهله من سد ثغر أو اعداد كراع أو سلاح أو اعطاء أهل البلاء في الاسلام نفلا عند الحرب وغير الحرب اعدادا للزيادة في تعزيز الاسلام وأهله على ما صنع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعطى المؤلفة ونفل في الحرب وأعطى عام خيبر نفرا من أصحابه من المهاجرين والأنصار أهل حاجة وفضل وأكثرهم أهل فاقة نرى ذلك والله أعلم كله من سهمه (قال الشيخ) اما اعطاؤه المؤلفة (ففيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا السرى بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال لما أفاء الله على رسوله يوم حنين ما أفاء قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يقسم أو لم يعط الأنصار شيئا فكأنه وجد إذ لم يصبهم ما أصاب أو كأنهم وجد وإذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين (3) فألفكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي قال كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن قال ما يمنعكم ان تجيبوا قالوا الله ورسوله امن (4) قال لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا الا ترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادى الأنصار وشعبها الأنصار شعار والناس دثار أنكم ستلقون بعدى اثرة فأبروا حتى تلقوني على الحوض - رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل وأخرجه مسلم من وجه آخر عن عمرو بن يحيى - (أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق انا الثوري عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين زيد الطائي ثم أحد بنى نبهان وبين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بنى مجاشع وبين عيينة بن حصن وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش وقالت يعطى صناديد أهل نجد ويدعنا فقال نما أتألفهم فجاء رجل غائر العينين ناتئ الجبين مشرب (5) الوجنتين كث اللحية محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم فمن يطع الله إذا عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني فسأل رجل من القوم قتله قال أراه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولى الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من ضئضى هذا قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد - رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سعيد ابن مسروق والد الثوري - (واما النفل ففيما أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر و عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى نجد فخرجت
(٣٣٩)