أتعلمون ذلك قالوا نعم ثم نشد عباس وعليا رضي الله عنهما بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك قالا نعم قال فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو برك انا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتما تطلب ميراثك من أب أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توقى أبو بكر فقلت انا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وولى أبى بكر رضي الله عنه فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم انى صادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحدة لما دفعها إلينا فقلت ان شئتما دفعتها اليكما على أن عليكما عهد الله ان تعملا فيه بالذي كان يعمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتماها بذلك فقال أكذلك؟ قالا نعم، ثم جئتماني لأقضي بينكما لا والله لا اقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فان عجزتما عنها فرداها لي - رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن أسماء ورواه البخاري عن إسحاق ابن محمد الفوري عن مالك - (أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد انا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق انا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال جاءني رسول عمر رضي الله عنه فأتيته فقال إنه قد حضر في المدينة أهل أبيات من قومك وقد أمرنا لهم برضخ فخذه فاقسمه فقلت يا أمير المؤمنين مر به غيري قال اقبضه أيها المرء قال فبينا انا على ذلك دخل عليه مولاه يرفأ فقال هذا عثمان و عبد الرحمن والزبير وسعد ولا أدرى أذكر طلحة أم لا يستأذنون عليك قال ائذن لهم ثم مكث ساعة فقال هذا العباس وعلى رضي الله عنهما يستأذنان عليك قال فأذن لهما فدخلا قال فقال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا قال فقال القوم اقض بينهما وأرح كل واحد منهما من صاحبه فإنهما قد طالت خصومتهما قال وهما حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله (1) من أموال بنى النضير قال القوم أجل اقض بينهما وأرح كل واحد منهما من صاحبه قال فقال عمر رضي الله عنه أنشدكم بالله الذي باذنه تقوم السماوات والأرض أتعلمون ان رسول لله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فقال القوم نعم قد قال ذلك ثم اقبل عليهما فقالا مثل ذلك فقال عمر رضي الله عنه انى سأخبركم عن هذا المال ان الله عز وجل خص نبيه صلى الله عليه وسلم بشئ لم يعطه غيره قال (ما أفاء الله على رسوله منهم) الآية قال والله ما حازها رسول الله صلى الله عليه وسلم دونكم ولا استأثرها عليكم لقد قسمها فيكم وبثها فيكم حتى بقي هذا المال وكان ينفق على أهله منه سنته وربما قال معمر يحبس قوت أهله منه سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله عز وجل فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر انا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اعمل فيها بما كان يعمل ثم اقبل على على والعباس رضي الله عنهما ثم قال وأنتما تزعمان انه فيها ظالم والله يعلم أنه فيها صادق بار تابع للحق ثم وليتها بعد أبي بكر رضي الله عنه سنتين من امارتي ففعلت فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأنتما تزعمان انى فيها ظالم والله يعلم انى فيها صادق بار تابع للحق ثم جئتماني جاءني هذا يعنى العباس رضي الله عنه يسألني ميراثه من ابن أخيه وجاءني هذا يريد عليا رضي الله عنه يسألني ميراث امرأته من أبيها فقلت لكما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة ثم بدا لي ان ادفعها اليكما فأخذت عليكما عهد الله وميثاقه ان تعملا فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعده واياما وليتها فقلتما ادفعها إلينا على ذلك فتريدان منى قضاء غير هذا والذي باذنه تقوم السماء والأرض لا اقضي بينكما فيها بقضاء غير هذا ان كنتما عجزتما عنها فادفعاها إلى قال فغلبه علي رضي الله عنه عليها فكانت بيد علي رضي الله عنه ثم بيد حسن ثم بيد حسين ثم بيد علي بن الحسين ثم بيد حسن بن حسن ثم بيد زيد بن حسن قال معمر ثم كانت بيد عبد الله بن حسن حتى ولى يعنى بنى العباس فقبضوها - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وغيره عن عبد الرزاق - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو اليمان انا شعيب عن الزهري أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصرى ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه بعدما ارتفع النهار قال فدخلت عليه فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبين الرمال فراش متكئا على وسادة من ادم فقال يا مالك انه
(٢٩٨)