الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة.
واليه أشار أبو بكر في مرض موته حين قال:
" أما اني لا آسي على شئ في الدنيا الا على ثلاث فعلتهن وددت اني لم أفعلهن... فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة ولو أغلق على حرب... ".
ثم إن عليا حمل فاطمة ليلا إلى بيوت الأنصار يسألهم النصرة وتسألهم فاطمة الانتصار له، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله مضت بيعتنا لهذا الرجل ولو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به، فيقول علي: أفكنت أترك رسول الله (ص) في بيته لم أجهزه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه؟ وتقول فاطمة ما صنع أبو الحسن الا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسبهم.
وكان معاوية يعير أمير المؤمنين عليا بهذا الموقف ويقول: " وأعهدك أمس.
تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر الصديق، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق الا دعوتهم إلى نفسك ومشيت إليهم بامرأتك وأدللت إليهم بابنيك واستنصرتهم على صاحب رسول الله... فلم يجبك منهم الا أربعة أو خمسة... ومهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لما حركك وهيجك: لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضتهم.
وروى البخاري ما دار بين ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وأبي بكر وقال:
فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى توفيت بعد ستة أشهر، ودفنها زوجها ولم يؤذن بها أبا بكر، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت انصرفت وجوه الناس عن علي فلم يبايع علي ستة أشهر ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي، فلما رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر.
وقال البلاذري ولم يخرج أحد إلى قتال العدو قبل أن يبايع علي.
وممن تخلف عن بيعة أبي بكر: فروة بن عمرو، وخالد وأبان وعمر بنو سعيد الأموي، فلما بايع بنو هاشم بايعوا.
وسعد بن عبادة لم يبايع، وأشار الأنصار أن يتركوه فإنه لا يبايع حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته فتركوه، فقال له عمر في أول خلافته من كره جوار جار تحول عنه، فذهب إلى الشام، فبعث عمر رجلا، فقال: ادعه إلى البيعة واحتل له فان أبى فاستعن الله عليه، فذهب الرجل إلى الشام