عظيم. وذكره يحيى بن معين، فقال: ثقة خشبي، ووثقه النسائي أيضا، وحمل عنه الثوري، ومالك بن مغول، و عبد الله بن نمير، وطائفة من طبقتهم، كان شيخهم ومحل ثقتهم. وترجمه الذهبي في ميزانه (181)، فذكر كل ما نقلناه من شؤونه. ودونك حديثه في السنن (182) عن زيد بن وهب، وعكرمة، وطائفة من طبقتهما، أخرج النسائي من طريق عباد بن يعقوب الرواجني، عن عبد الله بن عبد الملك المسعودي، عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهب، قال سمعت عليا يقول: " أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلا كذاب " (183) وروى الحارث بن حصيرة، عن أبي داود السبيعي، عن عمران بن حصين، قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جنبه، إذ قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: * (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض) *، فارتعد علي، فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده على كتفه، وقال: " ولا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق " (184) إلى يوم القيامة، أخرجه المحدثون كمحمد بن كثير، وغيره عن الحارث بن حصيرة، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع بن الحارث بهذا الإسناد، وحين أتى في أثناء السند على ذكر الحارث بن حصيرة، قال: صدوق لكنه رافضي (185).
19 - الحارث بن عبد الله - الهمداني، صاحب أمير المؤمنين وخاصته، كان من أفضل التابعين، وأمره في التشيع غني عن البيان، وهو أول من عدهم ابن قتيبة في معارفه، من رجال الشيعة، وقد ذكره الذهبي في ميزانه (186): فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين، ثم نقل عن ابن حبان القول: بكونه غاليا في