المراجعات - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٥٧
ودالة عليها لا محالة بالدلالة الالتزامية، واللزوم فيها بين بالمعنى الأخص. وحاشا سيد الأنبياء أن يعطي تلك المنازل الرفيعة إلا لوصيه من بعده، ووليه في عهده. على أن من سبر غور سائر السنن المختصة بعلي، وعجم عودها بروية وإنصاف، وجدها بأسرها - إلا قليلا منها - ترمي إلى إمامته، وتدل عليها أما بدلالة المطابقة، كالنصوص السابقة (1)، وكعهد الغدير، وأما بدلالة الالتزام كالسنن التي أسلفناها - في المراجعة 48 - وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (2) " (611)، وقوله صلى الله عليه وآله: " علي مني بمنزلة رأسي من بدني (3) " (612) وقوله صلى الله عليه وآله، في حديث عبد الرحمن بن عوف (4): " والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو كنفسي... - الحديث، وآخره - فأخذ بيد علي، فقال، هو هذا " (613) إلى ما لا يحصى من أمثال هذه السنن، وهذه

(١) المذكورة في المراجعة ٢٠ والمراجعة ٢٦ والمراجعة ٣٦ والمراجعة ٤٠.
(٢) أخرجه الحاكم في صفحة ١٢٤ من الجزء ٣ من المستدرك والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه، مصرحين بصحته، وهو من الأحاديث المستفيضة ومن ذا يجهل كون علي من القرآن والقرآن مع علي بعد صحاح الثقلين - الكتاب والعترة - فقف على ما أوردناه منها في - المراجعة ٨ - واعرف حق إمام العترة وسيدها لا يدافع ولا ينازع.
(٣) أخرجه الخطيب من حديث البراء، والديلمي من حديث ابن عباس، ونقله ابن حجر في صفحة ٧٥ من صواعقه، فراجع الحديث ٣٥ من الأربعين حديثا التي أوردها في الفصل الثاني من الباب ٩ من صواعقه.
(٤) وهو الحديث ٦١٣٣ ص ٤٠٥ من الجزء ٦ من كنز العمال، وحسبك حجة على أن عليا كنفس رسول الله آية المباهلة على ما فصله الرازي في معناها من تفسيره الكبير - مفاتيح الغيب - ص 488 من جزئه الثاني، ولا يفوتنك ما ذكرناه في مباحث الآية من كلمتنا الغراء.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست