الحديث الذين لا معول فيه إلا عليهم، فراجع (1) (472). ولولا أن الحديث بمثابة من الثبوت، ما أخرجه البخاري في كتابه، فإن الرجل يغتصب نفسه عند خصائص علي وفضائل أهل البيت اغتصابا.
ومعاوية كان إمام الفئة الباغية، ناصب أمير المؤمنين وحاربه، ولعنه على منابر المسلمين، وأمرهم بلعنه، لكنه - بالرغم عن وقاحته في عدوانه - لم يجحد حديث المنزلة، ولا كابر فيه سعد بن أبي وقاص حين قال له - فيما أخرجه مسلم (2) -: " ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال:
أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي... الحديث (3) (473). فأبلس معاوية، وكف عن تكليف سعد.
أزيدك على هذا كله أن معاوية نفسه حدث بحديث المنزلة، قال ابن حجر في صواعقه (4): أخرج أحمد أن رجلا سأل معاوية عن مسألة، فقال: سل عنها عليا فهو أعلم، قال: جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، قال: بئس ما قلت! لقد كرهت رجلا كان رسول الله يغره بالعلم غرا، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وكان عمر إذا أشكل عليه شئ أخذ منه... إلى آخر كلامه (5)