أقول: ثم اسمع قولا تضحك منه الثكلى. قال الصفدي: من مذهب الشافعي ان أقل مدة الحمل ستة أشهر وأكثرها أربع سنين، ومالك بن أنس فقيه أهل السنة حمل به أكثر من ثلاث سنين، والحجاج بن يوسف ولد لأكثر من ثلاثين شهرا، والشافعي حمل به أربع سنين، والحنفية يقولون للشافعية ما جسر امامكم يظهر إلى الوجود حتى توفي إمامنا فيجيبون بل إمامكم ما ثبت لظهور إمامنا.
أقول: حكاية الشافعي هذه في نهاية الغرابة لأنهم رووا ان أباه سافر عن أمه وبعد أربع سنين رجع إلى منزله فقارن رجوعه تولد ابنه الشافعي: وهذه الحالة العجيبة ما حكيت عن أحد من الأنبياء وأوصيائهم، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين بل هي خاصة اختص بها الشافعي.
وليت شعري كيف حكوا هذا عن إمام مذهبهم وبينوا له الحال في زمانه حتى ذهبوا إلى هذا القول العجيب؟ أقول: وحيث لم يستنكفوا ولم يستقبحوا من نسبة القبيح إلى أم بعض الخلفاء، والى خال المؤمنين معاوية، والى الشهيد بزعمهم طلحة ونحوهم وفي مجمع البحرين: رباب من نساء أهل مكة من المشهورات بالزنا هي وسارة وحنتمة وممن كن يتغنين بهجاء رسول الله فكان الأليق بحالهم أن لا يستقبحوا كون الشافعي ولد من القبيح لأن الاعتبار عندهم بكونه في نفسه حسن الأخلاق عارفا بالعلم، وأما كونه طيب الاعراق طاهر الولادة فغير لازم كما أنهم لم يستنكفوا ولم يستقبحوا من نسبة الابنة إلى بعض الخلفاء. قال السيوطي في حاشيته المدونة على القاموس عند ترجمة لفظة الابنة: انها كانت في خمسة نفر في زمن الجاهلية: أحدهم فلان وقد صنف استاذنا المحقق صاحب التفسير الموسوم بنور الثقلين كتابا في أن هذه الحالة كانت مع الخلفاء الأمويين والعباسيين بأجمعهم واستشهد بشواهد من الشعر والنثر على وجود تلك الصفة لكل واحد منهم. أقول:
ويؤيده قول الصادق (ع) ان لنا حقا ابتزه منا معادن الابن، وفيه إشارة إلى أن هذه الفضيلة ابتدئت من الفلاني، وانتهت بانتهاء خلفاء بني العباس.
أقول: فإذا لا يبعد ممن كان خبيث الولادة، وبه غاية الفضيحة من أن يجتري على الله ورسوله. ويظهر البدع، وينكر السنن، ويحرم حلال الله، ويحلل ما حرم الله يقول مالك بن انس فقيه السنة في المنظومة:
وجايز (فيك) غلام أمرد * لا سيما للرجل المجرد