الرجل إرباحا أعطيته ربحا فالتجارة المربحة كأنها تعطي ربحا أو هي الرابحة من أفعل بمعنى فعل.
وقال الكيدري: تجارة انتصابه على المصدر من معنى الكلام السابق، لان مضمون قوله " صبروا أياما " الخ يدل على أنهم اتجروا بذلك أو يكون منصوبا بفعل مضمر يفسره ما بعده أي يسر لهم ربهم تجارة، أو على المدح أو التخصيص أي أعني تجارة، أو أخص تجارة، وجعلها بدلا من راحة على ما زعم صاحب المنهاج ليس بالقوي لان التجارة المربحة ليست بنفس الراحة، وإنما صبرهم المستعقب لتلك الراحة هي التجارة، انتهى.
" أرادتهم الدنيا " أي أقبلت إليهم من الوجوه المذمومة أو مطلقا، وتمكنوا من تحصيلها بكسب المال والجاه، فلم يقبلوها ولم يسعوا في تحصيلها، وقيل: ويحتمل أن يراد أهل الدنيا. وأسره كضربه: أي شده وحبسه " والفدية " زخارف الدنيا وملاذها التي سلموها إلى الدنيا، بالترك والاعراض عنها.
أقول: ونقل الكيدري قدس سره - رواية تمثل الدنيا لأمير المؤمنين عليه السلام وإعراضه عنها كما سننقلها عنه في باب ذم الدنيا ثم قال: فهذا معنى قوله عليه السلام " أرادتهم الدنيا ولم يريدوها " وإذا تدبرت الخلال المذكورة في هذه الخطبة وجدت أمير المؤمنين عليه السلام هو الموصوف بها كلها، وقد أوردت هذه الأبيات وأمثالها في " أنوار العقول من أشعار وصي الرسول ".
فأما أسرها إياهم فلان أرواح الأولياء قدسية ومقامها في العالم الجسد أي على خلاف مقتضى طبيعتها فهي غريبة في هذا العالم وصفوها بالكلية إلى عالمها فهي أسيرة هنا من حيث الغربة، وعدم الملاءمة، فدائما يستعد ويتهيأ للسفر الحقيقي ويزيل المثبطات، ويرفعها من البين، وذلك فداؤها.
" أما الليل " في بعض النسخ بالنصب على حذف حرف الجر، أي أما حالهم في الليل، فالمقصود تفصيل حالهم في الليل والنهار وفي بعض النسخ بالرفع، فالغرض تفصيل حال ليلهم ونهارهم، والصف ترتيب الجمع على صف، وصف القدمين