فلا يحتاج إلى ما قيل: إن الظاهر أنه كان من النبيين، لان الصنف الأول إما نبي، أو صديق، أو شهيد، أو صالح، والصنف الثاني، يكون مع هؤلاء بشفاعتهم، " زلت به قدم " كأن الباء للتعدية، أي أزلته قدم وإقدام على المعصية وقيل: الباء للسببية أي زلت بسببه قدمه، أي فعله عمدا من غير نسيان وإكراه و " كيفما " مركب من " كيف " للشرط نحو كيف تصنع أصنع، و " ما " زائدة للتأكيد.
وفي النهاية: يقال: كفأت الاناء، وأكفأته: إذا كببته، وإذا أملته، وفي القاموس: كفأه كمنعه: صرفه وكبه وقلبه، كأكفأه واكتفأه، وانكفأ: رجع ولونه تغير (1).
3 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن ابن مهران، عن يونس بن يعقوب عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان، فقال: الاخوان صنفان: إخوان الثقة، وإخوان المكاشرة:
فأما إخوان الثقة: فهم الكف والجناح، والاهل والمال، فإذا كنت من أخيك على حد الثقة، فابذل له مالك وبدنك، وصاف من صافاه، وعاد من عاداه واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر.
وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم، فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه، و حلاوة اللسان (2).
بيان: " الاخوان صنفان " المراد بالاخوان: إما مطلق المؤمنين، فإن المؤمنين إخوة، أو المؤمنين الذين يصاحبهم ويعاشرهم، ويظهرون له المودة والاخوة