بيان: " كلهم بهائم ": أي شبيه بها في عدم العقل وإدراك الحق، وغلبة الشهوات النفسانية على القوى العقلانية، كما قال تعالى: " إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا " " إلا قليل " كذا في أكثر النسخ، وفي بعضها " إلا قليلا " وهو أصوب.
" المؤمن غريب " لأنه قلما يجد مثله فيسكن إليه، فهو بين الناس كالغريب الذي بعد عن أهله ووطنه ودياره، " ثلاث مرات " أي قال هذا الكلام ثلاث مرات وكذا قوله: " ثلاثا " وفي بعض النسخ " عزيز " مكان " غريب ".
5 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي بصير: أما والله لو أني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي، ما استحللت أن أكتمهم حديثا (1).
بيان: " ثلاثة مؤمنين " ثلاثة إما بالتنوين، ومؤمنين صفتها، أو بالإضافة فمؤمنين تميز، ويدل على أن المؤمن الكامل الذي يستحق أن يكون صاحب أسرارهم وحافظها قليل، وأنهم كانوا يتقون من أكثر الشيعة، كما كانوا يتقون من المخالفين، لأنهم كانوا يذيعون، فيصل ذلك إما إلى خلفاء الجور، فيتضررون عليهم السلام منهم، أو إلى نواقص العقول الذين لا يمكنهم فهمها، فيصير سببا لضلالتهم.
ويمكن أن يقال في سبب تعيين الثلاثة: إن الواحد لا يمكنه ضبط السر، و كذا الاثنان، وأما إذا كانوا ثلاثة فيأنس بعضهم ببعض، ويذكرون ذلك فيما بينهم فلا يضيق صدرهم، ويخف عليهم الاستتار عن غيرهم كما هو المجرب.
6 - الكافي: عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: والله ما يسعك القعود، قال: ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك و شيعتك وأنصارك، والله لو كان لأمير المؤمنين عليه السلام مالك من الشيعة والأنصار و والموالي، ما طمع فيه تيم ولا عدي.