24 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم، عن أبيه عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عز وجل لما أخرج ذرية بني آدم من ظهره، ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية له، وبالنبوة لكل نبي، فكان أول من أخذ له عليهم الميثاق بنبوته، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله.
ثم قال الله عز وجل لآدم: انظر ماذا ترى؟ قال: فنظر آدم عليه السلام إلى ذريته وهم ذر قد ملؤا السماء، قال آدم عليه السلام: يا رب ما أكثر ذريتي؟ ولامر ما خلقتهم! فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال الله عز وجل: يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتبعونهم.
قال آدم: يا رب فمالي أرى بعض الذر أعظم من بعض؟ وبعضهم له نور كثير؟ وبعضهم له نور قليل؟ وبعضهم ليس له نور أصلا؟ فقال الله عز وجل: وكذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم.
قال آدم عليه السلام: يا رب فتأذن لي في الكلام فأتكلم؟ قال الله عز وجل:
تكلم فإن روحك من روحي، وطبيعتك خلاف كينونتني، قال آدم عليه السلام: فلو كنت خلقتهم على مثال واحد، وقدر واحد، وطبيعة واحدة، وجبلة واحدة وألوان واحدة، وأعمار واحدة، وأرزاق سواء، لم يبغ بعضهم على بعض ولم يك بينهم تحاسد ولا تباغض، ولا اختلاف في شئ من الأشياء.
قال الله عز وجل: يا آدم بروحي نطقت، وبضعف طبيعتك تكلمت مالا علم لك به، وأنا الخالق العليم، بعلمي خالفت بين خلقهم. وبمشيتي يمضي فيهم أمري، وإلى تدبيري وتقديري صائرون، ولا تبديل لخلقي، إنما خلقت الجن والإنس ليعبدوني، وخلقت الجنة لمن عبدني فأطاعني منهم واتبع رسلي، ولا أبالي، وخلقت النار لمن كفر بي وعصاني، ولم يتبع رسلي ولا أبالي.
وخلقتك وخلقت ذريتك من غير فاقة بي إليك وإليهم، وإنما خلقتك وخلقتهم لأبلوك وأبلوهم أيكم أحسن عملا في دار الدنيا في حياتكم، وقبل مماتكم