عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله يوما لأصحابه: ملعون كل مال لا يزكى ملعون كل جسد لا يزكى، ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل: يا رسول الله أما زكاة المال فقد عرفناها، فما زكاة الأجساد؟ فقال لهم: أن تصاب بآفة.
قال: فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه، فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال لهم: هل تدرون ما عنيت بقولي؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: بلى الرجل يخدش الخدشة، وينكب النكبة، ويعثر العثرة، ويمرض المرضة، ويشاك الشوكة وما أشبه هذا، حتى ذكر في آخر حديثه اختلاج العين (1).
بيان: " ملعون كل مال لا يزكى " قال الشيخ البهائي برد الله مضجعه:
أي بعيد عن الخير والبركة، يعني لا خير فيه لصاحبه ولا بركة، ويجوز أن يراد ملعون صاحبه، على حذف مضاف، أي مطرود مبعد عن رحمة الله تعالى وقس عليه قوله صلى الله عليه وآله: " ملعون كل جسد لا يزكى " وذكر الزكاة هنا من باب المشاكلة ويجوز أن يكون استعارة تبعية، ووجه الشبه أن كلا منهما وإن كان نقصا بحسب الظاهر إلا أنه موجب لمزيد الخير والبركة في نفس الامر.
" فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك " لأنهم ظنوا أن مراده بالآفة: العاهة والبلية الشديدة التي كثيرا ما يخلوا عنهما الانسان سنين عديدة، فضلا عن أربعين يوما، " قال: بلى " أقول: كأنه جواب عن سؤال مقدر، كأن القوم قالوا: ألا تفسر لنا؟ قال: بلى.
وصحف بعض الأفاضل فقرأ " بلى الرجل " مصدرا مضافا إلى الرجل أي خلقه، كأن البلايا تبلي الجسد وتخلقها و " يخدش " صفة الرجل لان اللام للعهد الذهني، ولا يخفى ما فيه.
وقال الشيخ المتقدم ذكره قدس سره: " يخدش " بالبناء للمفعول، وكذا " ينكب " والخدشة تفرق اتصال في الجلد، من ظفر ونحوه، سواء خرج منه الدم أو لا.