فيما يبعد عن الله تعالى من باطل الدنيا، ولا يخرج عما يقرب إليه من مطالبه الحقة، وذلك لتصور شرف غايته.
الثامنة والأربعون: كونه لا يغمه صمته، لوضعه كلا من الصمت والكلام في موضعه وإنما يستلزم الغم الصمت عما ينبغي من القول، وهو صمت في غير موضعه.
التاسعة والأربعون: كونه لا يعلو ضحكه، وذلك لغلبة ذكر الموت وما بعده على قلبه، ومما نقل من صفات الرسول صلى الله عليه وآله: كان أكثر ضحكه التبسم وقد يفتر أحيانا ولم يكن من أهل القهقهة والكركرة، وهما كيفيتان للضحك.
الخمسون: صبره في البغي عليه إلى غاية انتقام الله له، وذلك منه نظرا إلى ثمرة الصبر إلى الوعد الكريم " ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله " الآية (1) وقوله " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " (2).
الحادية والخمسون: كون نفسه منه في عناء أي نفسه الامارة بالسوء لمقاومته لها، وقهرها ومراقبته إياها والناس من أذاه في راحة لذلك.
الثانية والخمسون: كون بعده عمن تباعد عنه، لزهده فيما في أيدي الناس ونزاهته عنه، لا عن كبر وتعظم عليهم، وكذلك دنوه ممن دنا منه عن لين ورحمة منه لهم، لا لمكر بهم وخديعة لهم عن بعض المطالب، كما هو عادة الخبيث المكار وهذه الصفات والعلامات قد يتداخل بعضها، ولكن تورد بعبارة أخرى أو تذكر مفردة ثم تذكر ثانيا مركبة مع غيرها (3).
51 - أمالي الصدوق: ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمان بن كثر الهاشمي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قام رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام يقال له همام وكان عابدا فقال له يا أمير المؤمنين صف لي المتقين حتى كأني أنظر إليهم فتثاقل أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن جوابه ثم قال له: ويحك يا همام اتق الله وأحسن، فان الله مع الذين اتقوا