وسلاما.
فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا قال: قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية، ولا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولا هؤلاء من هؤلاء. (1) تبيين: " لما اختلف اثنان ": أي في مسألة الاستطاعة والاختيار والجبر أو لما تنازع اثنان في أمر من أمور الدين لاختلاف أفهامهم وقابلياتهم وطينهم، ولما بالغوا في هداية الخلق.
" كن ماء عذبا " أمر تكويني، أو استعارة تمثيلية لبيان علمه تعالى باختلاف مواد الخلق واستعداداتهم وما هم إليه صائرون، وفي القاموس ماء أجاج: ملح مر وقال: أديم النهار: عامته أو بياضه ومن الضحى: أوله، ومن السماء والأرض: ما ظهر وقال: عركه: دلكه وحكه حتى عفاه، وقال: الذر: صغار النمل ومائة منها زنة حبة شعير، الواحدة ذرة، وقال: دب يدب دبا وديبا: مشى على هنيئة، وقال أقلته: فسخته واستقاله طلب إليه أن يقيله، وقال: هابه يهابه هيبا ومهابة: خافه.
وقال السيد رضي الله عنه في نهج البلاغة: (2) روى اليماني عن أحمد بن قتيبة، عن عبد الله بن يزيد، عن مالك بن دحية، قال: كنا عند أمير المؤمنين علي عليه السلام وقد ذكر اختلاف الناس قال: إنما فرق بينهم مبادي طينهم، وذلك أنهم كانوا فلقة من سبخ أرض وعذبها، وحزن تربة وسهلها، فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافهم يتفاوتون، فتام الرواء ناقص العقل، وماد القامة قصير الهمة، وزاكي العمل قبيح المنظر، وقريب القعر بعيد السبر، ومعروف الضريبة منكر الجليبة، ونائر القلب متفرق اللب، وطليق اللسان حديد الجنان.
وقال ابن ميثم (3) في قوله عليه السلام " إنما فرق بينهم " الخ: أي تقاربهم في