بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٤ - الصفحة ١٠١
سألهم أجابوا يعني في الميثاق (1).
بيان: " ما إذا سألهم " كلمة " ما " موصولة، والعائد محذوف، أي أجابوه به، أي جعل في كل ذرة العقل، وآلة السمع، وآلة النطق، ومن حمل الآية على الاستعارة والتمثيل حمل الخبر على أن المراد به أنه جعلهم بحيث إذا سئلوا في عالم الأبدان أجابوا بلسان المقال (2) وهو بعيد.
18 - تفسير العياشي: عن الأصبغ بن نباته عن علي عليه السلام قال: أتاه ابن الكوا فقال:
يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى؟
فقال علي عليه السلام: قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم، وردوا عليه الجواب فثقل ذلك على ابن الكوا ولم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين؟
فقال له: أو ما تقرء كتاب الله إذ يقول لنبيك " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى (3) " فأسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب، كما تسمع في قول الله، يا ابن الكواء " قالوا: بلى " فقال:
إني أنا الله لا إله إلا أنا وأنا الرحمان، فأقروا له بالطاعة والربوبية، وميز الرسل والأنبياء والأوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم، فأقروا بذلك في الميثاق فقالت الملائكة: شهدنا عليكم يا بني آدم أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا

(١) الكافي ج ٢ ص ١٢.
(٢) قال الفيض رحمه الله في تفسير الآية: ان الله نصب لهم دلائل ربوبيته، وركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار بها، حتى صاروا بمنزلة الاشهاد على طريقة التمثيل، نظير ذلك قوله عز وجل: " إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " وقوله جل وعلا " فقال لها وللأرض ائتيا قالتا أتينا طائعين " ومعلوم أنه لا قول ثمة، وإنما هو تمثيل وتصوير للمعنى. وذلك حين كانت أنفسهم في أصلاب آبائهم العقلية، ومعادنهم الأصلية، يعنى شاهدهم وهم دقائق في تلك الحقائق، وعبر عن تلك الاباء بالظهور، لان كل واحد منهم ظهر أو مظهر لطائفة من النفوس أو ظاهر عنده لكونه صورة عقلية نورية ظاهرة بذاتها.
(٣) الأعراف: ١٧١.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست