والخبث " فخلطهما جميعا " أي في صلب آدم عليه السلام إلى أن يخرجوا من أصلاب أولاده، وهو المراد بقوله " ثم نزع هذه من هذه " إذ يخرج المؤمن من صلب الكافر والكافر من صلب المؤمن.
وحمل الخلط على الخلطة في عالم الأجساد، واكتساب بعضهم الأخلاق من بعض بعيد جدا، وقيل " ثم نزع هذه من هذه " معناه أنه نزع طينة الجنة من طينة النار، وطينة النار من طينة الجنة، بعد ما مست إحداهما الأخرى، ثم خلق أهل الجنة من طينة الجنة، وأهل النار من طينة النار.
و " أولئك " إشارة إلى الأعداء، وهؤلاء إلى الأولياء، و " ما خلقوا منه " في الأول طينة النار وفي الثاني طينة الجنة.
10 - الكافي: عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن زيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة فبلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، و أخذ من كل سماء تربة، وقبض قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى.
فأمر الله عز وجل كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه، والقبضة الأخرى بشماله ففلق الطين فلقتين، فذرا من الأرض ذروا ومن السماوات ذروا، فقال للذي بيمينه: منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون المؤمنون والسعداء ومن أريد كرامته، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله: منك الجبارون و المشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال.
ثم إن الطينتين خلطتا جميعا، وذلك قول الله عز وجل " إن الله فالق الحب والنوى " (1) فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته، والنوى طينة