وقل له: يقول [لك] (1) ابن عمك: إنه قد سبق مني فيك [يمين] (2) أني لا أخليك حتى تقر لي بالإساءة، وتسألني العفو عما سلف منك، وليس عليك في إقرارك عار، ولا في مسألتك إياي منقصة، وهذا يحيى هو ثقتي ووزيري، فله بقدر ما أخرج من يميني وانصرف راشدا.
فقال - عليه السلام -: يا أبا علي، أنا ميت، وإنما بقي من أجلي أسبوع، اكتم موتي واثنتي يوم الجمعة، وصل أنت وأوليائي (3) علي فرادى، وانظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرقة، وعاد إلى العراق لا يراك ولا تراه، واحتل لنفسك، فإني رأيت في نجمك ونجم ولدك ونجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه، ثم قال (4) له: يا أبا علي، أبلغه عني: يقول موسى بن جعفر: رسولي يأتيك يوم الجمعة ويخبرك بما يرى، وستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي على صاحبه، فلما أخبره بجوابه قال له هارون: (إنه) (5) إن لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا، فلما كان يوم الجمعة توفي أبو إبراهيم - عليه السلام -. (6)