فلما أردت أن أخرج وولدي على يدي هتف بي هاتف وقال: يا فاطمة سمية عليا فأنا العلي الاعلى، وإني خلقته من قدرتي وعز جلالي وقسط عدلي، واشتققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، [وفوضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي، وولد في بيتي،] (1) وهو أول من يؤذن فوق بيتي، ويكسر الأصنام ويرميها على وجهها، ويعظمني ويمجدني ويهللني، وهو الامام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي ووصيه، فطوبى لمن أحبه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه.
[قال:] (2) فلما رآه أبو طالب سر (3)، وقال علي - عليه السلام -: السلام عليك يا أبة ورحمة الله وبركاته.
قال: ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وآله - فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين - عليه السلام - وضحك في وجهه، وقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.
قال: ثم تنحنح بإذن الله تعالى وقال: * (بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) * (4) إلى آخر الآيات (5)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: قد أفلحوا بك، وقرأ تمام الآيات إلى قوله * (أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) * (6) فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أنت والله أميرهم تميرهم (7) من علومك فيمتارون، وأنت والله دليلهم