ومؤيدا وسندا وعضدا، لا أبالي بمن خالفني إذا وافقني، ولا أحفل بمن خذلني إذا (نصرني و) (1) وآزرني، ولا أكترث بمن أزور عني إذا ساعدني.
آمنت به أنا ومن زين الله بن الجنان وبمحبيه، وملا (2) طبقات النيران [بمبغضيه و] (3) شانئيه، ولم يجعل أحدا من أمتي يكافيه ولا يدانيه، لن يضرني عبوس المعبسين (4) منكم إذا تهلل وجهه، ولا إعراض المعرضين منكم إذا خلص لي وده.
[ذاك] (5) علي بن أبي طالب لو كفر الخلق كلهم من أهل السماوات والأرضين لنصر الله عز وجل به وحده هذا الدين، والذي لو عاداه الخلق كلهم لبرز إليهم أجمعين، باذلا روحه في نصرة [كلمة الله] (6) رب العالمين وتسفيل (7) كلمات إبليس اللعين.
ثم قال - صلى الله عليه وآله - هذا الراعي لم يبعد شاهده، فهلموا [بنا] (8) إلى قطيعه ننظر إلى الذئبين، فإذا كلمانا، ووجدناهما يرعيان غنمه، وإلا كنا على رأس أمرنا.
فقام رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومعه جماعة كثيرة من المهاجرين والأنصار، فلما رأوا القطيع من بعيد، قال الراعي: ذلك قطيعي. فقال المنافقون: فأين الذئبان؟ فلما قربوا، رأوا الذئبين يطوفان حول الغنم يردان عنهما كل شئ يفسدها.