قيل له كم لبثت قال يوما فلما نظر إلى الشمس لم تغب قال أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض ويرى العروق كيف تجرى فلما استوى قائما قال اشهد ان الله على كل شئ قدير.
فصل فيما نذكره من تفسير أبي العباس بن عقده أيضا من الوجهة الأولة من الكراس السادس بلفظه علي بن الحسن قال حدثنا عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر قال وجدنا في كتاب علي (ع) ان قوما من أهل أيلة من قوم ثمود فان الحيتان كانت قد سبقت لهم يوم السبت ليختبر الله عز وجل طاعتهم في ذلك فشرعت لهم يوم سبتهم في ناديهم وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم فتبادروا إليها واخذوا يصطادونها ويأكلونها فلبثوا بذلك ما شاء الله لا ينهاهم الأحبار ولا تمنعهم العلماء من صيدها ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم إنما نهيتم عن اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوها يوم السبت وأكلوها في ما سوى ذلك من الأيام فقالت طائفة منهم لا الا ان يصطادوها فعتت وانحازت طائفة منهم أخرى ذات اليمين فقالوا الله الله ننهاكم عن عقوبة ان تتعرضوا الخلاف امره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم تعظهم فقالت للطائفة التي وعظتهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالت الطائفة التي وعظتها معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون قال الله تبارك وتعالى فلما نسوا ما ذكروا يعني لما تركوا وعظوا به ومضوا على الخطيئة قالت الطائفة التي وعظتهم لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله عز وجل فيها مخافة ان ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم قال فخرجوا عنهم من المدينة مخافة يصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء فلما أصبحوا أولياء الله عز وجل المطيعون لله تبارك وتعالى غدو لينظروا