فإذا ذكرة منه في هذا الكتاب معنى لائقا للصواب، فقد صار هذا حاويا لما كان يخاف فواته ومحييا لما كان يجوز مماته ومن (فوائده) ان هذا الكتاب (سعد السعود) كالرسول إلى الوفود يدعوهم إلى ما فيها ويقودهم إلى الإقامة بمعانيها والانتفاع بمغانيها، ومن فوائده انه لو استعير منها كتاب والتبس على طالبه كان يعتبر موضع المنقول منه شاهد عدل للناظر فيه ومن فوائده انه لو قطعت وقفيته عن خطأ أو عمد كانت علامة موضع النقل منه دلالة على الوقفية مغنية عن الاجتهاد ومن فوائده انه يقرب بالانتفاع به ما كان بعيدا وينزه ناظره إن كان وحيدا ومن فوائده انه ليس كل أحد يتهيأ له ان يقف على كل كتاب منها التعجيل، وكان هذا الكتاب طريقا إلى الانتفاع بكلها على قدر ما نذكره من التفصيل ومن فوائده ان من دخل بستانا لا يقدر على التطواف في سائر أقطاره والأكل من جميع أثماره فجاءه الغار من كل شجرة بثمرة وبعض أغصانها النضرة فيكون قد كفف عنه من تعب التطواف وأكرمه بما جمع بين يديه من النماء والأطراف ومن فوائده اننا لما صنفنا كتاب (الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة) ما كان ذلك يكفي في معرفته أسرار الكتب وجواهرها وجعلنا هذا تماما ومرأة يرى عين ناظرها كثير من تلك الفوائد ويتضيف بها على شرف الموائد، ومن فوائده انه إذا نظر الضعيف الهمة في اننا لم يشغلنا ما نحن فيه من الأمور المهمة على نظر هذه المجلدات مع كثرتها عند الناظر وهي جزء مما وقفنا عليه من الكتب في عمرنا الغابر والحاضر ربما قويت همته إلى مثل ذلك وزيادته عليه وصار ذلك سهلا بين يديه، ومن فوائده اننا جمعنا له في هذا الكتاب (سعد السعود) عدد المصنفين المذكورين فيه جلساء ومشائين بما يورده في كل مقصوده لا يضجرون على خلود الشهور والسنين ومن فوائده ما ذكرناه في خطبة كتاب (الإبانة) من وجوه الفوائد والمنافع وما يحصل بكتابنا هذا من السعادة الدنيوية والأخروية ولذات القلوب والمسامع، وها نحن ذاكرون ما يشتمل عليه هذا الكتاب من
(٤)