نفسه هذه المكابرة والجحود اما احتجاجه بأنه كان يلزم منه أن يكون بعد نبينا نبي موجود فكان هذا مقدار عقله فيكون قد تعثر بأذيال جهله وان كان عاند عن الحق وعدل عن الصدق فيوم القيامة موعده ويحه إنما كان نبينا (ص) خاتم الأنبياء واخر الأنبياء أي انه لن يبعث ولم يبعث من بعده واما جواز بقاء نبي قد بعث قبله ويحيى والمسلمون الذي يعول عليهم معترفون ان إدريس باق إلى الان وقد رووا من طرقهم ان الياس باق وانه يجتمع هو والخضر وإدريس كل سنة في موضع عرفات وان عيسى باق إلى الان وانه ينزل من السماء إلى الدنيا ويكون في أمة نبينا محمد (ص) وما أعرف بين يعتبر به من المسلمين خلافا في هذا فكيف خفى مثل ذلك على الجبائي هذا على دعواه الباطلة ان الخضر (ع) نبي وإذا كان غير نبي فقد سقط قول الجبائي بالكلية.
أقول: واما قول الجبائي لو كان الخضر موجودا لكان الناس يلقونه ويعرفونه فهذا قد تقدم منه خلافه وانه كان موجودا في الدنيا وما عرف الناس حديثه الا لما عرفه الله تعالى لموسى به فهل دل عدم العلم به قبل تعريف موسى له انه كان موجودا ومن كان العقل قاضيا انه يلزم معرفة كلما لج ومعتزل عن الخلائق ومنفرد في أطراف المشارق المغارب وما كنت اعتقد ان الجبائي يبلغ إلى هذا الجهل ونقصان هذا العقل.
أقول: وقول الجبائي فإذا كان لا يعرف ولا يعرف له مكان فهذا دليل على بطلان ما يدعونه من حياته وملاقاته فيقال له هب انك ما تعرفه ولا تعرف مكانه فمن أين علمت وحكمت على أهل الشرق والغرب والبعيد والقريب ان أحدا منهم لا يعرفه ولا يعرف مكانه وأنت تعلم أن في بلدك بل لعله في جيرانك من لا تعرفه ولا تعرف أين مكانه فهل لزم من هذا عدم ذلك الذي لا تعرفه لقد ضل من جعلك دليلا له.
أقول: واما قول الجبائي بل يعلم قد مات قبل نبينا محمد (ص) يعنى لأنه اخر الأنبياء وقد قدمنا فنقول ان أصحاب التواريخ وعلماء