ولكن لذلك علامات وامارات وهنات يثبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل فإن شئت أنبأتك بها فقال نعم يا أمير المؤمنين فقال علي عليه السلام احفظ فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا وأخذوا الرشا وسيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء و قطعوا الأرحام واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء وكان العلم ضعيفا والظلم فخرا وكانت الامراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور و قول البهتان والاثم والطغيان وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنابر وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت القلوب ونقضت العهود واقترب الموعود وشاركت النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا وعلت أصوات الفساق و استمع منهم وكان زعيم القوم أرزلهم واتقى الفاجر مخافة شره
(٢٦٧)